أبرمت منظمة «يونسكو» و «صندوق الأوبك للتنمية الدولية» (أوفيد) في باريس، اتفاق مشروع يهدف إلى تعزيز استفادة الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من التعليم الجيد. ووقّع الاتفاق الذي منح الصندوق بموجبه مبلغ مليون دولار، المدير العام للصندوق سليمان جاسر الحربش، والمديرة العامة ل «يونسكو» إرينا بوكوفا. وأكد الحربش، أن «التزام تأمين التعليم الأساسي الجيد للجميع هو مشترك بين يونسكو وصندوق الأوبك، الذي يكافح الفقر في الميدان من طريق تمويل أعمال تطوير البنى الأساسية». وأشار إلى أن «أهم نشاط يضطلع به الصندوق في سبيل الحد من الفقر، هو بناء القدرات البشرية من طريق دعم التعليم والبحوث والابتكار وتبادل المعارف». وشدد على التزام الصندوق «تقديم المساعدة إلى المجتمعات المحرومة»، مشيراً إلى «برنامج مساعدات خاص أُعدّ للشعب الفلسطيني». ويستند المشروع إلى تدابير تتصل بالتعليم للجميع في فلسطين (2012-2014)، وتُنفّذ في شكل مشترك بين وزارة التربية الفلسطينية وتسع وكالات تابعة للأمم المتحدة. وتتولى «يونسكو» تنسيق مشاركتها في تنفيذ هذه الإجراءات. ويهدف المشروع إلى تعزيز إتاحة التعليم الأساس الجيد لجميع الأطفال خصوصاً أولئك الأكثر عرضةً للاستبعاد من التعليم. ويركز المشروع على توفير التعليم الجامع والملائم للأطفال وتنمية الطفولة المبكرة، من طريق تعزيز قدرات وزارة التربية والموظفين العاملين في قطاع التعليم. كما يرمي إلى توثيق الروابط بين المدارس والمجتمعات المحلية، من خلال برامج موجهة إلى الأطفال والشباب والآباء، يتعلق بعضها بمهارات الحياة ويُنفذ البعض الآخر منها خارج إطار المدرسة. وأكدت بوكوفا، «العمل في سبيل إنصاف الأطفال الفلسطينيين»، لافتة إلى أن المنظمة «في صدد توسيع نطاق نشاطاتنا لتشمل تنمية الطفولة المبكرة وتطوير قدرات المعلمين، فضلاً عن برامج تتعلق بالتعليم غير النظامي، مع إيلاء العناية للأطفال ذوي الحاجات التعليمية الخاصة ولمسألة مشاركة الآباء». وسيغطي المشروع المدارس الرائدة التي تشملها مجموعة التدابير بشأن التعليم للجميع في فلسطين، وعددها 32 في الضفة الغربية و14 في قطاع غزة. واستفادت هذه المدارس من مبادرة لتوفير التغذية للتلاميذ ومن نشاطات لتدريب المعلمين في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، والحاجات التعليمية الخاصة، والمهارات القيادية في ميدان التعليم، وأساليب التعليم الجامع، وتنفيذ برامج تنمية الطفولة المبكرة. وستُعزّز هذه النشاطات في 20 مدرسة (10 في الضفة الغربية و10 في قطاع غزة، وستشمل كل مجموعة من هاتين المجموعتين 5 مدارس تابعة لوكالة «أونروا». وعلى رغم استفادة غالبية الأطفال الفلسطينيين من التعليم الأساسي، يؤدي كثر منهم أداء غير مرضٍ في المدرسة ويتسربون منها قبل إنجاز مرحلة تعليمية كاملة. وأشارت الأرقام إلى أن «ما يزيد على 95 ألف طفل في سن التعليم المدرسي كانوا غير ملتحقين بالمدرسة عام 2010. كما أن عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال كان مصاباً في شكل من أشكال الإعاقة».