وزع الجيش الإسرائيلي فجر أمس ملصقات في قرية كفر قدوم شمال الضفة الغربية تحمل صور أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة، مهدداً باعتقالهم من الشارع أو البيت. وقال مواطنون في القرية التي تشهد تظاهرات أسبوعية ضد الاستيطان، إن الجنود وزعوا الملصقات على جدران البيوت والمساجد. وتقيم إسرائيل مستوطنة كبيرة متناثرة الأرجاء على جبال قرية كفر قدوم وهضابها. ويقول المواطنون إن المستوطنين أقاموا ست مستوطنات على أراضي القرية، وأطلقوا عليها أسماء أحياء للمستوطنة الأم المسماة «قدوميم» لتفادي الاحتجاجات الدولية. وينظم الأهالي تظاهرة أسبوعية بعد صلاة ظهر كل يوم جمعة احتجاجاً على الاستيطان المستشري في أراضيهم، وعلى قيام السلطات بإغلاق الطريق الرئيس للقرية منذ عام 2000. ويشارك الأطفال والفتية في التظاهرات التي غالباً ما تنتهي إلى مواجهات بين المواطنين الذين يستخدمون الحجارة، والجنود الذين يستخدمون السلاح. واعتقل خلال التظاهرات التي تجري في القرية منذ سنوات عشرات الشبان والفتية. وجاء في التحذير الموجه من الجيش الإسرائيلي إلى الأطفال الأربعة، والمكتوب بلغة عربية عامية ركيكة: «إحنا الجيش، دير بالك، رايحين نمسكك إذا بنشوفك، أو رايحين نأتي على البيت». وقال المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في القرية مراد اشتيوي إن الجيش الإسرائيلي يهدف من وراء هذا التهديد إلى إثارة الرعب في قلوب أطفال القرية وثنيهم عن المشاركة في المسيرات الاحتجاجية الأسبوعية ضد الجدار. وتعتقل السلطات الإسرائيلية أكثر من 200 طفل وفتى فلسطيني تحت سن الثامنة عشرة. ويتعرض هؤلاء أثناء الاعتقال والتحقيق إلى الخوف والرعب، ما يترك آثاراً نفسية قاسية عليهم، وفق ما تقول المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تتابع قضاياهم. في سياق متصل، مددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية توقيف طفلين في الثالثة عشرة من العمر من بلدة برقين غرب جنين. وقال المواطن ياسر صبح إن المحكمة العسكرية مددت توقيف نجله أسامة للمرة الثانية حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، مضيفاً أن أسامة يعاني من أزمة نفسية حادة نتيجة الاعتقال، وانه بحاجة إلى تناول الأدوية باستمرار. وقالت عائلة الطفل الثاني وهو أحمد مفيد خلف أن المحكمة مددت توقيفه حتى الحادي عشر من الشهر المقبل.