قتل وجرح عشرات العراقيين بتفجير10 سيارات مفخخة استهدفت بعد ظهر امس بغداد، حيث يسود الخوف من عودة المظاهر المسلحة. وشهدت أسواق ومعارض سيارات وشوارع في أحياء السعدون والحبيبية والبياع والكاظمية وجسر ديالى والصدرية والحرية هجمات متزامنة ب 10 سيارات مفخخة قال مصدر امني إن حصيلتها الأولية 70 قتيلاً و واكثر من 130 جريحاً. وكانت الحصيلة الأكبر في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر، حيث ضربت سيارتان مفخختان في وقت متزامن ساحة لبيع السيارات مخلفة 40 قتيلاً وجريحاً. ولم يعرف حتى ساعة متأخرة مساء امس إذا كانت التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة يقودها انتحاريون أو فجرت عن بعد. وعادة يتبنى تنظيم «القاعدة» مثل هذا النوع من الهجمات التي تستهدف أحياء شيعية وتستخدم عدداً كبيراً من السيارات المفخخة يتم تفجيرها في وقت واحد. واللافت أن هذا النوع من الهجمات كان ينفذ في أوقات الصباح الباكر، لكنه وقع امس في ساعات الظهيرة ونفذ بعضها مثل هجوم منطقة الحرية (شمال بغداد) مساء. وجاءت سلسلة الهجمات في بغداد امس، لتزيد الخوف والترقب، بعد نشر معلومات عن عودة انتشار المليشيات المسلحة وعمليات الاغتيال والتهجير على الهوية في بعض أحياء المدينة، في مشهد يذكر ب «فرق الموت» التي نشطت إبان الحرب الأهلية 2006 - 2008. وسجلت في مناطق شرق وشمال بغداد عشرات عمليات الاغتيال، وكان اغتيال معلم أمام منزله الكائن في حي القاهرة، وأعلنت الشرطة المحلية أن 6 أشخاص قتلوا في حادثين منفصلين بمسدسات كاتمه للصوت أيضاً. وعلى رغم تأكيد قوات الأمن أن انتشار «فرق الموت» و»نقاط التفتيش الوهمية» مجرد إشاعات، وأنها قررت تسيير دوريات تحمل أجهزة لكشف المتفجرات، فإن وتيرة أعمال العنف تصاعدت، وسط جمود سياسي وتوتر العلاقات بين مختلف الأطراف. وتكمن خطورة الموقف، على ما يرى سياسيون تحدثوا إلى «الحياة» امس في تكاثر الأزمات وتعقيدها، وعدم قدرة الأوساط السياسية على عقد مؤتمر وطني للبحث في الأزمة. وطالب النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» شوان محمد طه في اتصال مع «الحياة» امس «الولاياتالمتحدة بأن تأخذ زمام المبادرة لحض العراقيين على الحوار من خلال استخدام علاقاتها الجيدة مع الجميع»، وأشار إلى أن «الاتصالات الهاتفية التي أجراها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بقيادات سياسية قبل أيام كشفت حجم المخاوف الأميركية من الأوضاع». ودعا النائب عن كتلة «المواطن» التابعة ل «المجلس الأعلى» حسون الفتلاوي كل الكتل السياسية للجلوس إلى طاولة الحوار، وقال ل «الحياة» إن «بقاء الأزمات السياسية من دون حل أمر خطير على العملية السياسية».