شيّع آلاف العراقيين أمس جثمان زعيم «المجلس الاسلامي الأعلى» عبدالعزيز الحكيم الى مثواه الأخير في مدينة النجف بمشاركة شخصيات سياسية وعشائرية وكبار المسؤولين ورجال الدين في ظل اجراءات أمنية مشددة. وكان من بين ابرز المشاركين الاجانب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي.واتشحت شوارع وجدران النجف باليافطات السود وصور الحكيم، واحتشد عدد كبير من اهالي المدينة قرب قبر محمد باقر الحكيم، شقيق عبدالعزيز، المجاور لساحة ثورة العشرين (مركز المدينة) حيث دفن عبدالعزيز الحكيم، وسط انتشار كثيف لرجال الامن والشرطة والجيش في المدينة وإغلاق الشوارع الرئيسة فيها. وشارك في التشييع في النجف مسؤولون عراقيون وشخصيات دولية. وقال مدير إعلام قيادة شرطة محافظة النجف الملازم اول مقداد الموسوي ان «النجف ستشهد اجراءات امنية مشددة خلال الايام المقبلة حيث ستستقبل كبار المسؤولين العراقيين للمشاركة في العزاء الذي يستمر لثلاثة ايام». وأضاف الموسوي في تصريح الى «الحياة» ان «من ضمن الاجراءات منع حمل الاسلحة بمختلف انواعها سواء لمنتسبي الاجهزة الامنية او كوادر الحمايات التي سترافق المسؤولين الحكوميين والسياسيين باستثناء المكلفين بالواجب». وأُجريت مراسم تشييع شعبية ورسمية للحكيم في كربلاء والحلة، وكانت مراسم تشييع رسمية وشعبية أُجريت لجثمان الراحل في مطار بغداد الجمعة حضرها الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ومعظم الوزراء وكبار المسؤولين وشيوخ العشائر، إضافة الى السفيرين الاميركي كريستوفر هيل والبريطاني كريستوفر برنتيس. وكان وزير الخارجية الايراني، الذي وصل الى بغداد أمس للمشاركة في تشييع الحكيم التقى طالباني والمالكي ونظيره العراقي هوشيار زيباري وبحث معهم إضافة الى العلاقات بين البلدين الاوضاع الامنية التي شهدتها البلاد اخيراً. ونقل بيان رئاسي تسلمت «الحياة» نسخة منه ان «طالباني أشار الى عمق العلاقات التاريخية والسياسية والثقافية والتجارية التي تربط بين العراق والجمهورية الإسلامية»، مؤكداً «أهمية توطيد تلك العلاقات واستثمارها بما يخدم المصالح العليا للشعبين الصديقين». وأضاف «ان متقي أكد تضامن ايران مع حكومة العراق وشعبه في مواجهة التحديات التي تحاول النيل من عمليته الديموقراطية»، وندد ب «التفجيرات الإرهابية التي تظهر مدى خبث أعداء العراق ومسيرته الديموقراطية». وأشار البيان الى ان «وزير الخارجية الإيراني بحث في التحسن المضطرد في العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد». الى ذلك نقل بيان صدر عن مكتب المالكي تسلمت «الحياة» نسخة منه ان «متقي جدد ادانة بلاده للتفجيرات الاخيرة التي شهدها العراق واستهدفت مؤسسات الدولة وراح ضحيتها الأبرياء من المدنيين». وأوضح البيان ان «رئيس الوزراء اكد ان الجرائم المروعة، لن تثني بلاده عن التصدي للتحالف البعثي - التكفيري الذي يخطط للعودة بالبلاد الى مربع الديكتاتورية ولعهود الاستبداد والتمييز والتهميش». من جهته اكد مصدر في وزارة الخارجية ان «زيارة وزير الخارجية الايراني الى بغداد تتجه في مسارين، الاول تقديم التعازي الرسمية للحكومة العراقية بوفاة الحكيم، والثاني في اطار تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتفعيل عمل اللجان المشتركة المختصة بقضايا الامن وضبط الحدود وتثبيت الدعامات الحدودية الى جانب معالجة شح المياه، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك». يذكر ان زيارة متقي الى العراق هي الاولى منذ تولي الرئيس الايراني احمدي نجاد مهمات ولايته الثانية رئيساً للبلاد.