كشف قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني اللواء راشد ناصر الجند ل «الحياة»، أن طائرات أميركية من دون طيار تخترق الأجواء اليمنية، وتنفذ غارات تستهدف مواقع تنظيم «القاعدة» من دون الرجوع إلى سلطات الدفاع الجوي اليمني. وقال «إن قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني لا تعلم عن تلك الضربات التي نفذتها القوات الأميركية، ولم يتم الاستئذان من السلطات اليمنية لتنفيذ تلك الغارات». وذكر أنه لا يعلم ما الجهات الحكومية في بلاده التي تسمح أو تحظر مثل هذه الضربات العسكرية الأميركية في الأجواء اليمنية. وأشار إلى أنه تضرر شخصياً من الغارات الجوية الأميركية على بلاده، إذ تم استهداف أحد أبناء عمومته في محافظة ذمار. وأضاف: «أدى فارع المسلمي في الكونغرس الأميركي شهادته ضد ضربة إحدى الطائرات الأميركية لأحد الأهداف داخل قريتي في ذمار، وقتل أحد أبناء عمومتي، وهو لا ينتمي إلى «القاعدة»، ولم ترجع الإدارة الأميركية لقيادة الدفاع الجوي اليمني على الإطلاق». ونفى الجند ما يشاع عن مشاركة الطيران الجوي السعودي في عمليات ضد تنظيم «القاعدة» في الأراضي اليمنية، مؤكداً عدم وجود أي تنسيق معلوماتي بين الطرفين، منذ أن تولى قيادة الدفاع الجوي، «إن وجدت مشاركة سعودية في اليمن لمكافحة الإرهاب، سواء بالمعلومات أو المجابهة المباشرة، فهذا أمر جيد، لا يعيب البلدين، والسعودية هي الأخ الشقيق والقريب من اليمن، ولكن ذلك لم يحدث». وذهب الجند إلى وجود «ولاءات» خارجية لدى بعض الأطراف في اليمن، والانتماء إلى القبيلة، لافتاً إلى أن ذلك مرتبط وبوضوح بالإرهاب وقضية الحوثيين المرتبطة بإيران. وأرجع التعصب للانتماء القبلي إلى التأخر في الوعي المدني لدى اليمنيين، «إلا أن هذا الانتماء ساعد في بعض الأحيان على تخطي الأزمات الكبيرة التي تحدث في البلاد، بحكم تأثيره في الشارع». وأضاف: «نسعى في القوات الجوية والدفاع الجوي إلى القضاء على الانتماءات القبلية والخارجية التي تؤثر سلباً في المصلحة الوطنية». وعزا اللواء الجند التعقيدات التي تشهدها قضية الجنوب اليمني إلى إهمالها عندما ظهرت على السطح عام 2007، ولم تعالج في ذلك الوقت، موضحاً أن القضية ناتجة من سلبيات من القيادات في المناطق الجنوبية، بيد أنها لا تعني وجود تمزق حقيقي في الوحدة الوطنية. واتهم الجند جهات لم يسمِّها، قال إنها عملت بكل قواها منذ عام 2007 لإيجاد شرخ بين الشعب اليمني. وأضاف: «عملت قائداً في الجنوب قبل سنوات، ولم أعرف هذه التقسيمات الحديثة التي ظهرت أخيراً، إذ كان أبناء الجنوب لا يميزون بين شمال أو غيره». ونوه إلى أن الالتزام بالمبادرة الخليجية ضمانة أساسية لاستقرار اليمن وخروجه من الأزمة، وأن حصانة الرئيس السابق علي عبدالله صالح تعد أحد المخارج التي من الضروري الالتزام بها. وأكد أن زيارته للسعودية كانت لتوطيد العلاقات في ما يتعلق بالدفاع الجوي بين البلدين. وأشار إلى أنه التقى نائب وزير الدفاع السعودي وقيادات عسكرية. وأشار اللواء الجند إلى أنه تأخر 18 يوماً عن تسلم قيادة الدفاع الجوي والقوات الجوية بعد تعيينه. وذكر أن مفاوضات مضنية دارت بين القائد السابق اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وأوضح أن الأحمر الذي بقي قائداً للدفاع الجوي والقوات الجوية 22 عاماً اشترط لتسليم القيادة مطالبات عدة، أبرزها: المطالبة بإقالة كل من وزير الدفاع وقائد الفرقة الأولى المدرعة، وسحب منسوبي القوات الجوية من الساحات، وإبعاد كل من القيادات العسكرية التي ساهمت في الأزمة اليمنية. لكنه قال إن اللواء الأحمر رضخ في نهاية المطاف للأمر الواقع، ولم تنفذ أي من مطالبه، واضطر إلى تسليم القيادة في 24 نيسان (أبريل) الماضي. وكشف اللواء الجند أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر تدخل وسيطاً وتم تشكيل لجنة للتسليم، والتقى الأحمر الذي تم إقناعه بقرار عزله عبر وساطات من الرئيس السابق علي عبدالله صالح.