من واقع الاطلاع على البرامج الصيفية المعروضة للجيل الشاب من الجنسين من خلال تصفح المواقع الإلكترونية المختصة والمهتمة بهذا الجانب، والبحث عبر محرك البحث الشهير «غوغل» عن جديد البرامج الصيفية لهذا العام، وكذلك الاتصال والمتابعة مع بعض الجهات المتخصصة، فهي برامج لا تختلف بالقدر الذي يجب عن برامج السنوات الماضية، والملاحظ أنه مصنوع حول هذه البرامج شروط تعقيدية لا تساعد من يريد الالتحاق بها وصناعة ذاته وتطويرها، ومن يتواصل مع بعض المراكز التدريبية يجد أنها تقدم برامج صيفية جيدة لكن من أبرز سلبياتها أسعارها العالية جداً والغالب غير قادر على الالتزام بتوفير المبالغ المطلوبة، وهناك جهات تقدم برامج تقليدية جداً لا تنمي العقول وغير مدعومة بالشكل الكافي الذي يجب، وجهات لها شروط قاسية جداً ومقصورة على نوع معين من المهن وفق شروط معقدة. فالنسبة العظمى من المجتمع السعودي هم الشباب والفتيات، وكما هو معلوم الفراغ يحيط بهم في ظل هذه الظروف التي يجب أن نتعامل معها بشكل حذر ووعي موازٍ للمتغيرات من أجل صناعة عقول مستنيرة ومشرقة بنور الاعتدال والنضج وفهم ظروف المرحلة، وفي سبيل حمايتهم من الأضرار التي تخترق إنسانيتهم وتغيبهم عما لهم وما عليهم من أجل بناء مجتمع راقٍ. بالإمكان أن نستفيد من النشاط الصيفي الذي من ضمن المنظومة التعليمية المتكاملة في البلدان الأخرى على سبيل المثال بريطانيا التي تقدم برامجها من أجل صقل مهارات أبنائها ومع مراعاة الفروقات الفردية والعمرية وغيرها. فالقصور واضح جداً في تلبية حاجات هذه الشريحة الضخمة من الشباب والفتيات الذين هم في الحقيقة من يبنون مستقبل البلد ويحمونه، وإذا أردنا أن نرى مستقبلاً مشرقاً للبلد فلا بد من دعمهم وتأسيس برامج مفتوحة مرتبطة بتخصصاتهم وشخصياتهم، يشرف عليها أمهر المدربين والمشرفين العالميين من دون شروط تعجيزية، وكذلك دعم البرامج الترفيهية التي تعزز مفهوم الصحة النفسية والرياضية وتجدد النفس وتحميها من عالم الروتين والإحباط والملل والحياة السلبية القاتلة لصحة الروح والعقل والجسد. لا تزال دور الجهات المعنية أشبه ما يكون غائباً وضعيفاً بشكل سلبي جداً، وهي مطالبة بعلاج واقع البرامج الصيفية واستثمار الإنسان بما يعود عليه من خير ونفع ينعكس على الوطن، وذلك يكون من خلال التنسيق بين جميع الجهات الرسمية وغيرها، ومعرفة واقع البرامج وضعفها وسلبياتها والتركيز على تلبية أهم ما يحتاجه البلد، وهذا الجيل من التخصصات الناقصة وغير المخدومة كما يجب، وخلق برامج مجانية معتمدة من جميع الإدارات الرسمية، وأضعف الإيمان دعم البرامج التي تتوفر لدى جهات غير رسمية من خلال دفع معظم المبلغ من أجل تسهيل عملية الالتحاق بها من الشباب والفتيات الذين يتميزون بالطموح وتنمية ذواتهم. ومن أجل حمايتهم وحفظ أوقاتهم وبنائهم فكرياً وأخلاقياً وتعميق جانب الخبرة لديهم، وهذا يحتم على الجهات المعنية، خصوصاً التعليمية، استدراك الخلل وتشجيع المواهب والهويات الشابة ودعمها وتسهيل دخولها البرامج الصيفية التدريبية بشكل عادل وبأكبر عدد ممكن والإعلان عن ذلك في مواقع معتبرة. استثمار الإنسان من أعظم المشاريع، والمجتمعات الواعية حضارياً تستوعب ذلك كثيراً من دون تأخر. * كاتب سعودي. [email protected] @alzghaibi