أحال أعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالملف السوري خلافاتهم على اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في 5 حزيران (يونيو) المقبل. وكان رئيس اللجنة رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم اقترح موعد الاجتماع الطارئ في كلمته أمام اللجنة، ما جعل المجتمعين يتفقون على ترحيل خلافاتهم إلى الاجتماع الطارئ. وشرح مصدر ديبلوماسي عربي ل»الحياة» الخلافات الحاصلة بأن الاجتماع التشاوري الذي عقد قبل اجتماع اللجنة وشارك فيه المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي مر من دون مشاكل. وتحدث الإبراهيمي عن اتصالاته الأخيرة والتطورات التي أدت إلى التفاهم الأميركي - الروسي حول المؤتمر الدولي. وأشار إلى أن الإبراهيمي قدر إمكان انعقاد المؤتمر بعد العاشر من حزيران (يونيو) في جنيف، واستوعب الإبراهيمي كلمات داخل الاجتماع كانت موجهة الى الأمين العام للجامعة نبيل العربي بأنه بدا متأثراً بالإبراهيمي فيما يخص سلمية الحل مع نظام الأسد الدموي، ورد الإبراهيمي بأن كل هدفه هو حفظ دماء الشعب السوري. وقال المصدر إن الخلاف وقع في اجتماع اللجنة، حيث ساد التوتر بعد عرض قطر ورقة تشير إلى التوافق على عناصر جديدة تشكل الموقف العربي التي بدورها يمكن أن تساهم في انجاح «جنيف - 2». وكان الاعتراض منصبا على حضور قطر للاجتماع وللاجتماعات السابقة بورقة جاهزة تقرأها وتطلب مناقشة سريعة أو التصويت سريعا «لضغط عنصر الوقت» ول»مواعيد الطائرات» و»ارتباطات سابقة». ولفت المصدر إلى أن الخلاف كان امتداداً لخلاف وقع في اجتماع المندوبين الدائمين الذي جرى قبل اجتماع اللجنة الخاصة بيومين، وتركز على طريقة إدارة الأمور في الجامعة وآلية اتخاذ القرارات. وأوضح المصدر أن الجزائر هاجمت الموقف القطري وكان المناخ متوتراً ويشي بحال انزعاج تجاه قطر. وقال «إن عناصر الموقف العربي ليست جديدة والبيان المقتضب لم يتطرق إليها حتى لا يتم تفسيرها بأنها استمرار للموقف ضد روسيا، أو تساهم في عرقلة عقد جنيف - 2». واشار إلى أن الموقف في جنيف حسب «العناصر» سيكون وحدة الأراضي السورية والحفاظ على نسيج الدولة والشعب وضمانات للمرحلة الانتقالية والديموقراطية في الحكم، ووجود قوات لحفظ السلام في سورية كضمانة للاستقرار خلال الفترة الانتقالية ويتم تشكيلها عن طريق مجلس الأمن. وأكد المصدر أن قطر امتصت المسألة وتم تغيير كلمة هناك وأخرى هناك في نص الورقة القطرية وخرجت العناصر بالفعل متفق عليها على أساس أنها ليست قراراً وإنما ستعرض على الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الشهر المقبل لتصبح قراراً عربياً. ولفت المصدر إلى أن قطر طالبت بالموافقة على هذه الورقة والعمل بمقتضاها فوراً لأن موعد الاجتماع الطارئ قد يكون متأخراً بالنسبة للمؤتمر الدولي لكن الجزائر والعراق اعترضتا وأصرتا على عرض الورقة على الاجتماع الطارئ. وركز المصدر على «المناخ» السائد في اجتماع اللجنة والذي رفضت فيه الجزائر بوضوح طريقة طرح «ورقة» ثم طلبت مناقشة سريعة لها أو التصويت للانتهاء منها، ودعت إلى المناقشة وطرح وجهات النظر المختلفة. وقال المصدر إن المناخ لم يكن مريحاً وبالتحديد توجد دول غير مرتاحة بل ومنزعجة لطريقة إدارة الأمور في الجامعة. ولم تعلن اللجنة رسمياً عن تفاصيل الطرح العربي الذي توصلت إليه، وأشارت في بيان مقتضب عن تكليف رئيس اللجنة والامين العام للجامعة بعرض هذه العناصر على الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن وكذلك المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة لسورية. وتضم اللجنة وزراء خارجية قطر «رئيساً» وعضوية كل من سلطنة عمان ومصر والعراق والسودان والجزائر، إضافة إلى السعودية والكويت والإمارات والبحرين والامين العام للجامعة. وكان العربي كشف أمام اجتماع اللجنة الوزارية عن إشكاليات تواجه عملية الترتيب لمؤتمر جنيف، وصعوبات تواجه قوي المعارضة السورية في تشكيل وفد يمثلها. وأوضح خلال المذكرة التي قدمها للاجتماع أنه يؤيد مشاركة دول الجوار السوري والدول الأخرى الضالعة في الأزمة خصوصاً إيران وأن روسيا تؤيده في ذلك، بينما تعارض واشنطن هذا التوجه. وقال العربي إن روسيا لديها قائمة من اسماء ممثلين عن النظام السوري إلى مؤتمر جنيف.