تظاهر آلاف المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي وجماعته «الإخوان المسلمين» في ميدان التحرير ومحافظات عدة للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فعالية احتجاجية سُميت «الإخوان جوعونا» و «العودة إلى الميدان». وبدا لافتاً ظهور حملة «تمرد» في هذه التظاهرات وجمعها توقيعات قُدرت بالآلاف لمطالبة مرسي بتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا توطئة لإجراء انتخابات مبكرة. وكانت الحملة قالت إنها جمعت أكثر من مليوني توقيع، عازمة على التظاهر أمام قصر الاتحادية الرئاسي يوم 30 حزيران (يونيو) المقبل بعد تأمين 15 مليون توقيع ل «عزل مرسي». ونظمت القوى الداعية إلى تظاهرات الأمس ثلاث مسيرات رئيسة انطلقت من ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين ومن حي شبرا وشارك فيها الأقباط بكثافة تأبيناً لضحايا الأحداث الطائفية في الخصوص ومن ميدان السيدة زينب، وتوجهت جميعها إلى ميدان التحرير. وشارك في التظاهرات أحزاب «الدستور» و «المصريين الأحرار» و «المصري الديموقراطي الاجتماعي» و «التيار الشعبي» الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي و «حركة شباب من أجل العدالة والحرية» و «تحالف القوى الثورية» و «ثورة الغضب الثانية» و «حركة شباب 6 إبريل» بجبهتيها و «اتحاد شباب ماسبيرو». وردد المتظاهرون هتافات، بينها «الشعب يريد إسقاط النظام» و «يسقط يسقط حكم المرشد» و «هُمَّ تنين مالهومش أمان حكم العسكر والإخوان» و «عيش حرية الإخوان باعوا القضية» و «عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان» و «بكل اللغات ارحل يا مرسى من سكات» و «قول يا رئيس الدولة فين الأمن وفين الدولة؟» و «ايد واحدة زي زمان مش هنسيبها للإخوان» و «مرسي مبارك باطل» و «بيع بيع الثورة يا بديع»، في إشارة إلى مرشد «الإخوان» محمد بديع. وطالب المتظاهرون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وكتابة دستور جديد للبلاد والقصاص للشهداء. وشهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي تعزيزات أمنية تحسباً لانتقال متظاهرين إليه، كما شهد محيط مقر وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة، إذ انتشرت عشرات من سيارات الأمن المركزي والمدرعات حول مقر الوزارة، وأغلقت شوارع عدة مؤدية إليها بالأسلاك الشائكة، تجنباً لوصول إي متظاهرين إليها. ونظَّمت آلافٌ مسيرات أخرى في محافظات عدة، منها البحيرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس والشرقية. وتوجه مئات في مسيرة إلى منزل عائلة الرئيس في مدينة الزقازيق رفعوا خلالها لافتات تطالب بعزله، كما تجمعت مسيرات أخرى أمام مبنى المحافظة. وفي الإسكندرية قُدرت أعداد المتظاهرين بالآلاف في مسيرتين توجهت إحداهما من مسجد القائد إبراهيم إلى قصر رأس التين والأخرى من المسجد إلى ميدان سيدي جابر، حيث المقر الإداري لجماعة «الإخوان» في المحافظة. وفي السويس، تجمعت مئات المتظاهرين في ميدان الأربعين ورُفعت لافتات تُطالب الجيش بالتدخل لعزل مرسي كُتب على بعضها: «إلى الجيش المصري انتقم من مرسي وانقذ مؤسستك من الانهيار» و «الإخوان وحماس تآمروا على الجيش» و «خطف الجنود تم تحت رعاية الإخوان» و «نناشد القوات المسلحة التدخل السريع لحماية البلاد من النظام الفاشل». ولوحظ انتشار أعضاء حملة «تمرد» في ميدان التحرير ومختلف أماكن التظاهر في المحافظات، ولاقت الحملة قبولاً لدى المتظاهرين الذين وقع عدد كبير منهم على استماراتها التي تُطالب بعزل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت حملة «تمرد» في أسيوط في جنوب مصر، إنها جمعت 3 آلاف توقيع من المواطنين خلال تظاهرات أمس، لافتة إلى أن استمارات الحملة نفدت خلال ساعات معدودة. وكانت الحملة قالت في بيان إنها «ترفض محاولات أي طرف سياسي جرها نحو توازنات سياسية أو حسابات مغلوطة»، موضحة أنها «تسعى للوصول إلى كل مصري الوقوف يداً واحدة ضد نظام مرسي المستبد ومكتب الإرشاد». وأضافت أنها «حملة الشعب المصري بكل اتجاهاته السياسية، وأي طرف يسعى إلى الفرقة في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة التي تمر بها البلاد فهو يخدم ولو بحسن نية الجماعة الاستبدادية». وأكدت مجدداً رفضها توقيع رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق على استماراتها، وقالت إنها «تقف ضد مرسي وشفيق من أجل الملايين التي شاركت في الثورة المصرية وناضلت بكل الطرق، بما فيها صندوق الانتخاب، من أجل إنجاحها».