أعلنت وزارة الدفاع الكاميرونية مقتل ثمانية جنود من جيشها و107 شخصاً من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية في معارك عنيفة في أقصى شمال البلاد، حيث كثّف متمردو الجماعة منذ أشهر عملياتهم ودفعوا الحكومة إلى نشر تعزيزات عسكرية في المنطقة الحدودية مع نيجيريا. وقالت وزارة الدفاع في بيان لها تلي عبر الإذاعة الرسمية إنّ "معارك عنيفة جدا وقعت يومي الأربعاء والخميس الماضي في مدينتي أمشيدي وليماني المجاورتين لمدينة بانكي النيجيرية التي سقطت في أيدي بوكو حرام قبل بضعة أسابيع". وأفادت مصادر أمنية متطابقة بأنّ متمردي "بوكو حرام" قتلوا عشرات المدنيين قبل أن يواجهوا الجيش الكاميروني. وقال ضابط في الشرطة، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس" إنّ "الجماعة سيطرت يوم الأربعاء على مدينة أمشيدي لساعات وذبحوا أكثر من ثلاثين مدني"، مضيفاً أنّهم "قتلوا رئيس وكالة متخصّصة بتحويل الأموال وأحرقوا الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية وجميع الحانات في منطقة أمشيدي". وتابع "أرادت الجماعة مهاجمة معسكر كتيبة التدخل السريع بواسطة سيارة مفخخة، لكنّ الجنود استبقوا الأمر ودمّروا السيارة"، مشيراً إلى "مصادرة العديد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وعودة الهدوء وسيطرة قوات الدفاع على كل نقاط الحدود". من جهتها، اكتفت الحكومة الكاميرونية في الإشارة إلى مواجهات بين جيشها و جماعة "بوكو حرام". وتأتي هذه الهجمات الجديدة بعدما أعلنت نيجيريا أمس الجمعة التوصل الى اتفاق مع الجماعة على وقف إطلاق النار. وقال رئيس هيئة الأركان الجوية في الجيش أليكس باديه "تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفيدرالية في نيجيريا والجماعة، مضيفاً أنّ "تعليمات أُصدرت لقادة أفواج الجيش للتأكد من تطبيق ذلك ميدانيا"، علماً أنّ النزاع أسفر عن مقتل الآلاف في خمس سنوات. وكان الرئيس الكاميروني بول بيا تعهّد الإثنين الماضي ب"القضاء تماماً" على "بوكو حرام" بعد الافراج عن 27 صينياً وكاميرونياً خُطفوا في شهري أيار (مايو) وتموز(يوليو) الماضيين على أيدي الجماعة. ولجأ آلاف النيجيريين خوفا من تجاوزات "بوكو حرام" إلى أقصى شمال الكاميرون، في حين ان الآلاف من سكان الكاميرون في القرى الحدودية فرّوا الى داخل البلاد.