منذ الصباح الباكر، يبدأ خليل المهندر بالتجول في أحياء قرى جزيرة تاروت، حاملاً كيساً على أحد كتفيه، مصنوعاً من الخيش، ويخطو بخطوات صغيرة، منادياً بعبارة «يا للوز... يا للوز». وما أن يسمعه أطفال ونساء الحي، حتى يحيطون فيه، لشراء اللوز. ويقوم هذا الستيني بإنزال هذا الكيس، ويُدخل إحدى يديه، ويقطف بعضاً من ثمر اللوز، فيما يرتفع جدال الأطفال معه، بطلب ثمار أكثر نضوجاً، وأكثر إحمراراً ويبيع المهندر كل ثلاث حبات من «اللوز الخليجي»، بريال واحد، فيما يردد عبارة «أنت وحظك» كنوع من عدم الضمان في حال احتواء اللوز على بعض الديدان، التي تسمى محلياً ب«السرو». وأصيبت أشجار اللوز في السنوات الأخيرة، بمرض زراعي أدى إلى انتشار ديدان صغيرة في ثمارها في شكل كبير. فيما بدأت هذه المشكلة في الاختفاء في شكل كبير ايضاً. ويباع اللوز حالياً، في أسواق القطيف بنحو 30 ريالاً للصندوق، والذي يسمى محلياً ب«سحارة». ولا يكاد منزل من منازل القطيف والبحرين يخلو من هذه الشجرة، التي تعتبر من الأشجار المهمة فيها. وتسمى شجرة اللوز محلياً «القضب»، وهي شجرة تنبت في الدول، التي تتصف بارتفاع درجة الحرارة فيها، كما في دول الخليج العربي. وتتصف شجرة اللوز بأوراقها العريضة الكبيرة، فيما يتميز بلذة طعمه، ما يجعله مرغوباً من الصغار والكبار. وتنبت ثمار اللوز في فصل الصيف، متزامنة مع موسم الرطب. ويحمل ثمر اللوز لونين، الأحمر وهو من أشهر أنواعه. فيما يوجد نوع أصفر يُسمى «سكندري»، ويختلف طعمه بحسب ألوانه. ولا يمت هذا اللوز بصلة ،إلى ما هو معروف في بلاد الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط، لأن اللوزة الخليجي يؤكل منها الجزء الخارجي، بخلاف الشامي، الذي يؤكل جوفه. وتطلق كلمة لوز في الخليج على هذه الثمرة، وقد يكون سبب التسمية هو الشبه بينها وبين اللوز الشامي. فيما تسمى الثمرة، التي لم تنضج بعد ب«البغروف». ويكمن الموطن الأصلي للوز في المناطق الاستوائية. إذ تُعد الهند الموطن الأصلي لهذه الشجرة. وتتميز أوراق هذه الشجرة بألوان عدة، منها الأصفر، أو الأحمر، أو الأرجواني. فيما تعتبر مقاومة هذه الأشجار للملوحة بشكل كبير، حيث تتحمل درجات عالية. فيما تتكاثر هذه الأشجار بالبذور وتُقبل عليها الحشرات، خصوصاً النمل والنحل، بسبب إفرازه الغني للرحيق كالسدر. وتزهر أحياناً مرتين في السنة في بداية الشتاء، وأخرى في بداية الصيف. وفي الأخيرة تكون أغزر، خصوصاً إنها سريعة النمو، وتنمو في التربة السوداء، أفضل من باقي أنواع الترب. وتعد فروع هذه الشجرة مرتبة في مستويات متميزة. وأحجامها الأوراق كبيرة نسبياً، إذ يتراوح مقاسها بين 15 إلى 25 سنتيمتراً، وتنتشر على نطاق واسع، في شكل بيضاوي. وتعتبر اللوز من الأشجار، التي نمت على نطاق واسع في المناطق المدارية من العالم، إذ يعتبرها البعض من أشجار الزينة، خصوصاً أن أخشابها تستخدم في صناعة الزوارق في بعض البلدان، فيما يستخدم لحاء الشجر في الطب التقليدي، إذ تستخدم الأوراق في تايوان، بمثابة أعشاب لعلاج أمراض الكبد. وفي سورينام يشرب الشاي المصنوع من الأوراق لعلاج «الزحار» و«الإسهال». كما يعتقد أنه يساهم في الوقاية من السرطان، لما له من خصائص مضادة للأكسدة. فيما تعتبر نواة اللوز من المنشطات المثيرة للشهوة الجنسية. وهناك دراسات تؤكد على استخدامها في علاج القصور الجنسي.