يختزل الإنسان طاقات إبداعية في عدد من المجالات، العلمية أو الثقافية أو الفلكية أو غيرها، ولكنه غالباً يفتقر إلى آلية تمكنه من تطوير مهارته، ومن هذا المنطلق تم تأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة 1419 ه، لدعم المخترعين والمبدعين السعوديين، إذ شهدت الأعوام الأخيرة أنشطة عدة نفذتها المؤسسة أبرزها الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2013 الذي نفذ في الرياض بمشاركة عدد من المخترعين الشباب من مدارس المملكة كافة. واستضاف منتدى الغد في مدينة الرياض أول من أمس، الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، خالد السبتي، الذي تحدث عن جهود المؤسسة في اكتشاف الموهوبين وتقديم الدعم لهم، ليحققوا أحلامهم في الوصول إلى مرحلة متقدمة علمياً. وأوضح السبتي في بيان أول من أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن هناك نماذج وطنية مبدعة من أبناء المملكة، مقدِماً نماذج لأربعة طلاب، وفرت لهم «موهبة» الدعم والرعاية، وأبدعوا في مجالات علمية وعملية محلياً ودولياً، وهم: سارة مرعي، أروى الطويرقي، عبدالمجيد الزكري، عبدالله الرحيلي، لافتاً إلى أن المؤسسة تحظى برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين منذ تأسيسيها، وأن صناعة المعرفة تبدأ من داخل كل فرد في المجتمع، من الأسرة والمعلم والمدرسة والجامعة والزملاء والمؤسسات المعنية بتنمية الموهبة ودعم القطاع الخاص. وكشفت الطالبة التي تدرس الطب البشري في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية سارة مرعي، أن حياتها تغيرت في شكل كامل بعد مشاركتها في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2012، مؤكدة أن مؤسسة «موهبة» وفرت لها الدعم والتشجيع والفرصة، للمشاركة في «أولمبياد إبداع»، وفازت بالمركز الرابع على مستوى المملكة، وتأهلت للمشاركة في معرض (إنتل آيسف) 2013، إضافة إلى حصولها على المركز الثالث على مستوى المملكة، في المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي. من جهتها، قالت الطالبة التي تدرس في جامعة الملك سعود أروى الطويرقي، «إن اكتشاف موهبتي منذ الصغر بدعم الأهل وتشجيعهم أسهم في تطوير مهاراتي، إضافة إلى جهود «موهبة» في توفير الأجواء المناسبة لتنمية طريقة تفكيري، وكنت من ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت من برنامج قيادة الذات، وأعمل في مبادرة القيادات الشابة في موهبة، وأسعى قريباً لإطلاق مشروعي الخاص». أما الطالب في الصف الثالث ثانوي عبدالمجيد الزكري، فأكد ضرورة السعي لتحقيق الأحلام، حتى لو كانت صغيرة، مشيراً إلى أن الدعم والتوجيه الذي حظي به، أسهم في تحقيقه إنجازات كبيرة، منها حصوله على الميدالية الفضية في معرض IENA 2012، والمركز الأول على مستوى المملكة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2013، في مسار البحث العلمي، ورشح لتمثيل المملكة في معرض (إنتل آيسف) 2013. بدوره أكد الطالب عبدالله الرحيلي، أن الأحلام الصغيرة تقود إلى الإنجازات الكبيرة، داعياً الجميع إلى العمل لتحقيق الاختراعات والاكتشافات، من طريق الجد والمثابرة. يذكر أن الرحيلي حاصل على جائزة الأكاديميين والباحثين في معرض ابتكار 2010، والميدالية الفضية في معرض إينا ومعرض جنيف، ومبتعث إلى جامعة ساندييغو في أمريكا.