اعلنت قوات الأمن الأفغانية امس، انها اوقفت اثنين من قادة «شبكة حقاني» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والمسؤولة عن العديد من الهجمات على كابول وقوات الحلف الأطلسي. واعتقلت اجهزة الاستخبارات الأفغانية انس حقاني، نجل مؤسس الحركة جلال الدين حقاني وشقيق القائد الحالي سراج الدين، وكذلك قائداً عسكرياً يدعى حافظ رشيد. وقال الناطق باسم الاستخبارات حسيب صديقي: «نأمل بأن يكون لاعتقالهما تأثير مباشر في الشبكة ومركز قيادتها وأن تتضاءل نشاطاتها اكثر فأكثر بفضل هذا النوع من العمليات». وأضاف ان انس حقاني كان يعتبر «شخصاً اساسياً» في الحركة ويشارك في قراراتها الاستراتيجية. وتتهم الاستخبارات الأفغانية انس بأنه المسؤول عن الشبكات الاجتماعية وعن نشاطات «الحرب النفسية». اما الموقوف الثاني حافظ رشيد فهو وفق الاستخبارات الأفغانية قائد عسكري شارك في العديد من «العمليات الإرهابية» في شرق البلاد خصوصاً في خوست معقل الشبكة. وتاتي عملية الاعتقال بينما يثير انسحاب غالبية قوات الحلف الأطلسي بحلول نهاية هذا العام مخاوف من تصاعد هجمات «طالبان» في البلاد. ونشأت «شبكة حقاني» مع نهاية السبعينات لمحاربة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. وهي تتمركز في المناطق القبلية شمال غربي باكستان وخصوصاً في شمال وزيرستان، لكنها تشن هجمات من الجانب الآخر من الحدود، في افغانستان وحتى كابول. وتحمّل الولاياتالمتحدة «شبكة حقاني» مسؤولية بعض الهجمات الأكثر دموية في افغانستان في الأعوام العشرة الأخيرة، من بينها هجوم على قاعدة كامب شبمان العسكرية في نهاية 2009 اسفر عن مقتل سبعة عناصر في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي). كذلك، تتهم الخارجية الأميركية هذه الشبكة بشن هجوم في ايلول (سبتمبر) 2011 على السفارة الأميركية في كابول وعلى المقر العام لقوة الحلف الأطلسي (ايساف). وأطلقت الولاياتالمتحدة العام 1984 برنامج «ريووردز فور جاستيس» (مكافآت من اجل العدالة) بهدف جمع كل المعلومات التي يمكن ان تقود الى اعتقال عشرات الأفراد الذي يعتبرون «ارهابيين» ويشكلون تهديداً لأميركا. وفي حزيران (يونيو) الماضي، اطلق الجيش الباكستاني عملية عسكرية كبيرة في شمال وزيرستان، مما حمل العديد من المقاتلين الإسلاميين من بينهم من اعضاء في «شبكة حقاني» الى الفرار والعودة الى افغانستان. وأعلن الجيش الباكستاني امس، ان مقاتلاته قصفت مواقع يشتبه بأنها مخابئ لمتشددين إسلاميين في شمال غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً يشتبه بأنهم متشددون. وتركز القتال الدائر هذا الأسبوع في شمال وزيرستان، في محيط وادي تيراه في المنطقة المعروفة باسم «وكالة خيبر» حيث يختبئ المتشددون ومن يدعمونهم من تنظيم «القاعدة». وأفاد الجناح الإعلامي للجيش في بيان إن 21 شخصاً يشتبه بأنهم متشددون، قتلوا ودمرت خمسة «مخابئ» من دون اعطاء تفاصيل. وقال مسؤول أمني اشترط عدم نشر اسمه ان «المتشددين اقاموا ملاذات آمنة» في سبه وأكاخيل واعتادوا استهداف قوات الأمن وأبناء القبائل المحلية» وذلك في اشارة إلى أماكن في منطقة خيبر. وقال مسؤول أمني آخر إن القتلى ينتمون الى «عسكر الإسلام» وهي جماعة متشددة محظورة تنشط في المنطقة.