فشل اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي مع المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل في التوصل الى اتفاق على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما شدد بيان مشترك أعقب المحادثات التي دامت أربع ساعات في لندن، على أهمية البدء بمفاوضات مباشرة «ذات معنى» بهدف الوصول الى اتفاق سلام اقليمي. وأرجأ الطرفان البت بقضية الاستيطان الى الجولة المقبلة من المحادثات الاسرائيلية الأميركية المقرر اجراؤها الأسبوع المقبل في واشنطن، والتي يقودها من الجانب الاسرائيلي اسحق مولتشو المبعوث الخاص لنتانياهو ورئيس أركان وزارة الدفاع مايك هرتزوغ، وهما حضرا اجتماع أمس. وجاء في البيان الصادر باللغة العبرية أن «رئيس الوزراء وجورج ميتشل اتفقا على ضرورة بدء مفاوضات مفيدة بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة». وأفاد البيان الذي صدر بعد أربع ساعات من المفاوضات، أن الجانبين اتفقا «على أن على الاطراف كافة اتخاذ خطوات عملية لدفع السلام»، لافتاً الى أن «المسؤولين الإسرائيليين سيلتقون جورج ميتشل مرة أخرى الأسبوع المقبل في الولاياتالمتحدة». وكان نتانياهو قال قبل بدء اجتماعه مع ميتشل إن حكومته تحقق تقدماً باتجاه استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأعرب عن أمله في بدئها قريباً، وتعهد عدم بناء مستوطنات جديدة، متمسكاً باستمرار «النمو الطبيعي» لها. وأضاف أن هدف المفاوضات «التوصل الى سلام أوسع، وهو هدفنا المشترك». في المقابل، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تمسكه بموقفه الرافض لاستئناف المفاوضات ما لم توقف اسرائيل الاستيطان. وقال «إن انطلاق العملية السياسية ينبغي أن يستند إلى تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق التي تشمل أساساً وقف الاستيطان بكل أشكاله، والتزام حل قضايا الوضع النهائي، وبخاصة القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن وسواها». جاء ذلك في وقت أكد مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون وجود اتصالات لعقد لقاء بين عباس ونتانياهو على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس منفتح على عقد مثل هذا اللقاء، فيما أكدت السفيرة الاسرائيلية الى المنظمة الدولية غابريلا شاليف التخطيط لعقد لقاء بين نتانياهو وعباس والرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك. تزامن ذلك مع نشر صحيفة «ذي غارديان» البريطانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية وفلسطينية وأوروبية أن أوباما أوشك على كسر الجمود الحاصل في عملية السلام عبر التوصل الى اتفاق مع الجانب الاسرائيلي على تجميد جزئي للاستيطان في مقابل موقف أميركي أكثر تشدداً حيال ايران يشمل فرض عقوبات مؤلمة تطال قطاعي النفط والغاز الحيوين. وأفادت أن الرئيس الأميركي يعتزم اعلان استئناف المفاوضات في حلول نهاية الشهر المقبل. يذكر أن نتانياهو توجه يوم أمس الى ألمانيا حيث يلتقي المستشارة أنجيلا مركل التي أكدت حكومتها نيتها مطالبة الجانب الاسرائيلي بتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة. وفي غضون ذلك، توافقت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أمس على تعيين ستة أعضاء جدد في اللجنة التنفيذية للمنظمة بينهم صائب عريقات وأحمد قريع وزياد أبو عمرو وذلك لشغر مقاعد ستة أعضاء توفوا في السنوات الأخيرة. ويمثل الثلاثة الآخرون ثلاثة فصائل صغيرة في المنظمة هي «حزب الشعب» (حنا عميره) و»فدا» (صالح رافت) و»جبهة النضال الشعبي» (أحمد مجدلاني). وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن اسرائيل تخطئ في التقدير اذا اعتبرت أن في امكانها التوصل الى سلام دون تجميد كامل للاستيطان. وأضاف في خطاب ألقاه في قصر الرئاسة الفرنسية أن «الجميع يعرفون صداقتي باسرائيل ولكن يجب قول الحقيقة للصديق، والسلام ليس ممكناً مع استمرار الاستيطان».