رفض رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني ما يردده البعض من أن عصر فريق برشلونة بدأ ب«الأفول»، وقال ل«الحياة» في معرض وجوده في كوالالمبور لحضور انتخابات الاتحاد الآسيوي: «عصر برشلونة لم ينتهِ، كرة القدم تدور فهناك موسم ينتهي وهناك بطولات ونهائيات تعود من جديد، وربما يعود برشلونة العام المقبل للنهائيات والبطولات». وحول تفوق الأندية الألمانية في دوري أبطال أوروبا، قال: «أترأس الاتحاد الأوروبي منذ 6 أعوام، ولم أكن أعتقد أن الفرق الألمانية ستسير على هذا النحو في البطولة، والكل يقول إن هذا هو زمن الكرة الألمانية، وهنا أريد أن أذكركم أن الجميع قالوا في فترة ماضية إن هذا هو زمن تشلسي، وبعدها بأعوام قالوا إنه زمن برشلونة، وكذلك سبق أن قالوا إنه زمن مانشستر يونايتد وكذلك زمن إنتر ميلان، لكن الحقيقة أن التغيرات استمرت وهذا أمر جيد لكرة القدم، وأريد أن أذكركم أيضاً أنه منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا لم يسبق لفريق أن فاز به مرتين متتاليتين، في كل عام هناك متغيرات». وتابع: «ليست هناك كلمة قاطعة من الممكن أن تقولها تجاه ما يحدث داخل المستطيل الأخضر، من الممكن أن تفوز أو تخسر». وأشار بلاتيني إلى أنه فوجئ مثل الجميع برحيل المدرب غوارديولا إلى الدوري الألماني، قائلاً: «لم أكن أظن أنه سيذهب إلى ألمانيا، وهذا أمر جيد، كنت أقرأ ما يقوله الصحافيون في وسائل الإعلام عن أنه سيذهب إلى إنكلترا، ولذلك أقول يجب ألا تثق بالصحافيين وما تقوله الصحف». بلاتيني كان محط أنظار وسائل الإعلام كافة فور وصوله إلى العاصمة الماليزية، ولم تكن الفرصة لتمر من دون حديث حول الاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية، إذ أكد اللاعب الفرنسي السابق أنه ساعٍ من أجل تطبيق قانون اللعب المالي النظيف، مواصلاً: «اتخذنا قراراً قبل 4 أعوام بأن نضع قوانين تنظم العملية الاستثمارية في عالم كرة القدم، تتضمن التفاصيل المتعلقة بذلك من النواحي كافة بالاتفاق مع الاتحادات المحلية، ووضعنا قانون اللعب المالي النظيف، وفي العام المقبل ستتضح الصورة بشكل كبير، وستحتاج إلى 4 أعوام حتى تكون في مسارها الصحيح، لدينا الخبرات القادرة على التنظيم، ولدينا قوانين وقواعد لضبط الأمور، وسنرى ما سيحدث مع رجال الأعمال الأجانب الذين يضخون مبالغ كبيرة في عالم كرة القدم الأوروبية». وعن العقوبات التي من الممكن أن تطاول المخالفين لقانون اللعب النظيف، قال: «لدينا الكثير \من الأمور، ليست مجرد عقوبات من أجل إقصائهم أو إبعادهم، بل هي حلول قد تتضمن الأندية أو لا تتضمنها، وعموماً لدينا خيارات عدة، والأهم لدينا هو ألا يعاني أي نادٍ من حال إفلاس، لأن هناك مشكلات مالية عدة في الكرة الأوروبية الآن، ومهمتنا كاتحاد هي مساعدة الأندية من أجل تحقيق عوائد مادية أفضل حتى تتجاوز أزماتها، ومساعدتها في أن تمتلك قدرات مالية أفضل وليس من أجل التضييق عليها». ورداً على سؤال حوال البطولات الأوروبية المحلية، قال: «أود أن ألفت النظر إلى أن قانون اللعب النظيف يتعلق بالبطولات الأوروبية فقط، ولا علاقة له بتنظيمات الاتحادات المحلية، فالاتحاد الإنكليزي يطبق قانون اللعب المالي النظيف على طريقته الخاصة، والبوندسليغا لديه قوانين منظمة وصارمة، وإذا كان لديك عجز مالي فأنت مهدد بالرحيل إلى دوري أدنى، والقوانين مختلفة في فرنسا وإيطاليا وغيرهما». ولم يبدِ بلاتيني قلقاً إزاء ارتفاع أسعار اللاعبين، إذ أوضح موقفه قائلاً: «إذا كانت لدى النادي القدرة المالية لشراء لاعب بأي سعر فلا مشكلة في ذلك، فأنت مثلاً إذا كانت لديك القدرة على شراء فيراري كفرد وقمت بذلك فليست هناك أية مشكلة طالما أنك تمتلك القدرة المالية، في عالم كرة القدم لا نريد لأحد أن يشتري لاعباً وهو لا يمتلك قيمته، وهذه هي النقطة الأهم بالنسبة إلينا، لكن إذا كانت لدى النادي خطة عمل ضخمة لشراء لاعبين بمبالغ كبيرة وكان يمتلك هذه المبالغ فلا مشكلة في ذلك، المشكلة الكبيرة هي أن يقوم نادٍ بخطوة مماثلة وهو لا يمتلك قدرة مالية كافية، إذا كانوا يمتلكون المال فلديهم الحق لاستخدامه، ما المشكلة في ذلك، هذه هي الحياة لي ولك وللجميع، وهذا هو السليم من وجهة نظري». وأضاف: «أود أن أشير هنا إلى أن الكثير ممن يمارسون اللعبة يلعبونها لأنهم يعشقونها، ومن ثم تأتي إليهم الأموال لأنهم يمتلكون الموهبة وعشق اللعبة، عندما لعبت كرة القدم لم أكن أعرف عن هذه العوائد الضخمة أو أفكر فيها، لعبت لأنني أحببت كرة القدم واستمتعت بها، ومن ثم تلقيت الكثير من الأموال أكثر من أقراني من أبناء الجيل الماضي وأقل من لاعبي الجيل الذي جاء بعدي، وهذا ليس المهم، النقطة الأساسية أننا نلعب من أجل كرة القدم وليس المال». واختتم بلاتيني حديثه مشدداً على أنه سيبذل قصارى جهده لحماية الأندية الأوروبية وتطوير اللعبة والحفاظ عليها، قائلاً: «هذا ما سأسعى له وأقوم به وأفعله دوماً».