«مخالفات شرعية» و«تجاوزات نظامية»، عمالة انقسمت بين «مقنع ودلال»، «بائع ومشتر»، «مكاتب ومعارض» تحت مسمى تجاري واحد، هذا ما تشهده معارض وحراج سيارات المدينةالمنورة، إذ يختلط فيه «الحابل بالنابل» تشليح، سكراب، ورش سيارت، نقليات، وأصوات مزعجة من مختلف اللهجات، في ظل غياب المثلث المسؤول المتمثل في أمانة المدينةالمنورة، وزارة التجارة، ومرور المنطقة. ورصدت «الحياة» خلال جولتها في معارض السيارات في المدينةالمنورة والتي تقع في حي الدعيثة بالجنوب الغربي من المدينةالمنورة على مساحة تتجاوز 600 ألف متر مربع، بعض التجاوزات الشرعية والنظامية، إضافة إلى سوء التنظيم وعدم التقيد بالتعليمات التجارية والمرورية. كما تم رصد بعض المخالفات التجارية، إذ لوحظ أكثر من مكتب في معرض واحد يحمل سجلاً تجارياً ورخصة واحدة، إضافة إلى أن أكثر من 70 في المئة من المحرجين والمستحوذين على الحراج من العمالة الوافدة، والتي تعتبر مخالفة لنظام العمل والعمال. ولم يلتزم الحراج أو المعارض بقيمة رسوم الدلالة، والمحددة من أمانة المدينةالمنورة، كما يخطف نظر مرتادي المعارض، السيارات المصدومة والمشلحة والتي تقف على جنبات الطرق والأرصفة، إذ غصت بها الشوارع التنظيمية بالمعارض دون تدخل من مرور المنطقة. والتقت «الحياة» بعدد من المواطنين الذين أبدوا تذمرهم من الحراج الذي عمت به الفوضى، وكثرت به المخالفات، مطالبين بتدخل الجهات المختصة لحل المشكلات الموجودة داخل الحراج. وأبدى المواطن أبوعبدالرحمن أحد المهتمين بالبيع والشراء في معارض السيارات انزعاجه من سيطرة الأجانب على السوق بتستر واضح ومدعوم من بعض أصحاب المعارض من السعوديين، مطالباً من الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد لهذه التجاوزات، وإلزام أصحاب المعارض بالتقيد بنسبة الدلالة التي وضعت من جانب الأمانة. أما يوسف السوداني الكاتب في أحد المعارض فيرى أنه على رغم قوة حراج المدينة وكثرة عمليات الشراء والبيع فيه، إلا أنه يفتقد التنظيم والمصداقية، إذ يكثر فيه الجشع من بعض أصحاب المعارض، حتى يصل الربح في بعض عمليات البيع إلى 100 في المئة. وأكد أحمد الحربي غياب المرور في تنظيم حركة السيارات والتي تشهد زحاماً بشكل كبير جداً خصوصاً أيام الأربعاء، الخميس، والجمعة، إضافة إلى وجود عدد كبير من السيارات المصدومة تعيق حركة السير والتجوال داخل المعارض، والتي مر على البعض منها أكثر من سنة في مكانها دون تدخل من المرور وسحبها. وطالب عدد من أصحاب المعارض بتمديد فترة عمل مرور قسم المعارض إلى فترة المساء، وذلك لتسهيل عملية نقل ملكية المركبات بعد بيعها، وتسهيل عمليات البيع والشراء، إذ ينتظر المشتري والبائع إلى اليوم الثاني ليتم نقل ملكية مركبته، مشيرين إلى أن غالبية المشترين يأتون من خارج المدينةالمنورة، ما يضطرون إلى المبيت إلى اليوم الثاني ليتم نقل ملكية السيارة. وأفاد المواطن علي العوفي بأنه تحدث مخالفات شرعية في معارض السيارت وأثناء الحراج من بعض الدلالين، إذ يوجد شخص يسمونه مقنع، وآخر مشتر افتراضي، وبائع افتراضي، إضافة إلى «الكنترول» الدلال، مضيفاً: «يحاول المقنع أثناء بيع سيارة من خارج المعرض بإقناع صاحب السيارة ببيع السيارة بأقل من سعرها السوقي، بينما يكون المشتري من عمال صاحب المعرض وله نسبة في عملية الشراء، وفي حالة الحراج على سيارة من داخل المعارض يبدأ المقنع بالإطراء والثناء على السيارة ونظافتها، بينما البائع الافتراضي يدعي بأنه غير راض عن بيعها ما لم تصل إلى قيمة حددت مسبقاً بينهم، ويحاول المقنع الضغط على المشتري تارة لشرائها، وتارة الضغط الافتراضي على صاحب السيارة لبيعها وهذا من المخالفات الشرعية التي نهى عنها الدين».