إنّه يشبه سُلّماً لولبياً مزدوجاً Double Helix. ربما صار هذا المصطلح من أشهر كلمات العلم شيوعاً، منذ اكتشاف تركيب حمض الوراثة قبل ستة عقود على يد العالمين البريطاني السير فرانسيس كريك (1916- 2004) والأميركي جايمس واطسون (وُلِد في العام 1928)، اللذين وصفا تركيبة الحمض الوراثي في الإنسان، بعبارة «السُلّم اللولبي المزدوج» ذاع هذا المُصطَلَح في الأدمغة، بل صار اسم علم في الإشارة إلى بيولوجيا الحياة على الأرض، واستخدمه واطسون عنواناً لأشهر كتبه. في العام 1962، نال العالِمان واطسون وكريك جائزة «نوبل» على إنجازهما الذي استهل علوماً تتكاثر باستمرار (أنظر «الحياة» في 25 نيسان/أبريل 2013). وتتلخص الملامح الرئيسية لجزيء ال «دي إن آي» بما يلي: أ - أنه سُلّم لولبي مزدوج. وتؤلف جزيئيات السُكّر والفوسفات الأعمدة العمودية لهذا السُلّم. ب - تتشكّل عتبات السُلّم المزدوج من متواليات من بروتينات بسيطة، تُسمى أحماض أمينية Amino Acids. ثمة نوعان من العتبات، يتكوّن أحدهما من اتحاد أدينين Adenine («آي»A ) وثيامين Thiamine («تي»T)، والثاني من اتحاد غوانين Guanine («جي» G) وسيتوسين Cytosine («سي»C). مع ملاحظة ما يلي: - يُعبّر الجين Gene عن مسافة من السُلّم المزدوج، قوامها آلاف العتبات في الغالب. - إن الطريقة التي تتوالى فيها تلك العتبات، هي الشيفرة لكتابة المعلومات عن الصفات الوراثية، لأنها تُبرمج طرق صُنع البروتينات التي تُحدد تركيب الكائن الحيّ ووظائفه الفيزيولوجية. - تتركز الجينات في الكروموزومات التي تتألف من مزيج من سلالم حمض «دي إن آي» مع بروتينات متنوعة. - في التكاثر الجنسي، يؤدي تلقيح البويضة إلى تغيير في شيفرة الجينات التي تأتي من الأبوين، مما يضمن فرادة الجنين باستمرار. - في التوائم المُتشابهة، تكون شيفرة الجينات مختلفة عما للوالدين، ولكنها تتماثل لدى التوأمين كليهما، لأنهما ينجمان عن انقسام بويضة مُلقّحة بعينها. - عندما ينمو الجنين، تتكاثر الخلايا وتنقسم، فتنفك عتبات السُلّم إلى شقيّن طولاً بما يُشبه فتح «سحّاب» الثوب، ثم يعيد كل شقّ تصنيع النصف الذي كان ملتصقاً به، بما يضمن استمرارية «الشيفرة» عينها في الخلايا.