وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بكين في زيارة دولة لمدة يومين للصين تهدف الى اعادة التوازن للمبادلات التجارية وتوثيق العلاقة الشخصية مع القيادة الصينية الجديدة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وخلال هذه الزيارة التي ستستمر 37 ساعة وستقوده الجمعة الى شنغهاي، سيجري الرئيس الفرنسي محادثات في ثلاث جولات مع نظيره الصيني شي جيبينغ الذي تسلم منصبه قبل خمسة اسابيع. وفرنسوا هولاند هو اول رئيس غربي يستقبله شي جيبينغ في اطار زيارة دولة بالعاصمة الصينية. وتقيم بكين علاقات مميزة مع باريس منذ ان اعترفت فرنسا الجنرال شارل ديغول بجمهورية الصين الشعبية بقيادة ماو تسي تونغ في 27 كانون الثاني/ يناير 1964 لتصبح اول دولة في هذا المجال. ويأمل الجانب الفرنسي اجراء "نقاش معمق وطويل الامد" حول عولمة العملة الصينية يوان التي تأسف باريس لتخفيض قيمتها. وقد وضع هولاند هذه المسألة في المرتبة العاشرة في صلب الاولويات ال60 التي تعهد بتحقيقها اثناء حملته الانتخابية، داعيا الى قيام "نظام مالي عالمي جديد". وفضلا عن المواضيع الساخنة الكبرى، كوريا الشمالية وسوريا، يعتزم فرنسوا هولاند "بكل تأكيد" التطرق ايضا الى مسالة حقوق الانسان بحسب اوساطه. اما في ما يتعلق بالشق الاقتصادي "فهناك ضرورة لاعادة التوازن وهي مسالة يوافق عليها الطرفان" حتى وان كان الامر لا يتعلق "بتصحيح الوضع بعصا سحرية بل بتصويب المسار" كما قال مصدر في الاليزيه. وحصة فرنسا في التجارة الخارجية الصينية مستقرة منذ سنوات نحو 1,3%، مقابل حوالى 5% لألمانيا، وهو فارق يفوق بشكل واضح التباين الكبير بين الاقتصادين. فان كانت الصادرات الفرنسية الى الصين ازدادت بنسبة 11,9% العام الماضي لتصل قيمتها الى 15 بليون يورو، فان العجز التجاري الفرنسي بلغ 26 بليونا، وهي ترتكز بنسبة الثلث على الصناعات الجوية فيما يشكل القطاع النووي ركيزتها الاخرى.