يشتد الصراع في دوري أبطال آسيا مع دخول الجولة الخامسة (قبل الأخيرة) من دوري المجموعات، إذ يستضيف الهلال في الرياض نظيره العين الإماراتي في مواجهة من العيار الثقيل جداً في ظل سعيهما للظفر بإحدى بطاقتي التأهل نيابة عن المجموعة الرابعة، فيما يحل الأهلي ضيفاً على الغرافة القطري في الدوحة، ويتطلع الأول إلى تأكيد حصوله على البطاقة الأولى للمجموعة الثالثة، بعد أن ضمن التأهل منذ الجولة الماضية. الهلال - العين لا مجال أمام الفريقين للتفكير بغير الفوز، إذا ما أرادا تعزيز فرص تأهلهما للمرحلة الثانية، خصوصاً أن الحسابات باتت صعبة جداً، في ظل التقارب النقاطي بين متصدر المجموعة الاستقلال الإيراني ب7 نقاط، والهلال والعين صاحبي الست نقاط. الهلال خسر مواجهة الذهاب أمام العين بثلاثة أهداف في مقابل هدف، قبل أن يتعافى على حساب الريان القطري، إلا أنه عاد ومني بخسارة مؤلمة على أرضه وبين جماهيره أمام الاستقلال الإيراني بهدفين في مقابل هدف، قبل أن يثأر لنفسه ويحقق فوزاً ثميناً على الاستقلال في موقعة الإياب في طهران بهدف من دون مقابل، ما أعاده إلى وصافة الترتيب مناصفة مع العين الإماراتي بست نقاط، إلا أن الأخير يتفوق بأفضلية نتيجة «المباراة المباشرة». يعلم المدرب الكرواتي زلاتكو جيداً أن الخيار الوحيد في مباراة اليوم هو الفوز فقط، كون الخسارة وفوز الاستقلال على الريان القطري يعنيان الوداع الرسمي للفريق «الأزرق» بغض النظر عن نتيجة الجولة الأخيرة، لذا سيكون زلاتكو أمام اختبار حقيقي لمقدرته على العبور بالفريق الهلالي نحو دور ال16، والثأر من الخسارة الماضية عندما سقط الهلال في افتتاحية المنافسات في ملعب القطارة على يد العين، ومتى ما تعامل الكرواتي كما يجب مع إمكانات لاعبيه، لن يجد صعوبة في فرض ما يريد من قناعات فنية على أرض الميدان، فلديه عناصر شابة في منتصف الميدان يتمناها أي مدرب في مثل هذا المواجهة الكبيرة، بوجود نواف العابد وسالم الدوسري وكلاهما يملك المهارة العالية والسرعة الكبيرة التي تحرج المدافعين، كما أن سلمان الفرج عنصر مهم جداً في المنظومة الزرقاء متى ما تخلص من الفلسفة الزائدة واستعراض مهاراته الفردية التي تتسبب في قتل الهجمة الهلالية في مهدها. وعلى الضفة الأخرى، يسعى العين إلى تكرار الفوز وحسم بطاقة التأهل من الرياض، و«البنفسجي» مدجج بالأسماء الكبيرة التي جعلت الفريق أبرز المرشحين للمنافسة على تحقيق لقب القارة، وإن كانت الترشيحات تراجعت بعض الشيء بعد الخسارة الأخيرة أمام الريان. المدرب الروماني كوزمين ذكي ويعرف خطوط خصمه جيداً، وتحت يده عناصر محترفة من الوزن الثقيل بوجود الغاني جيان آسامواه والأسترالي بروسكي والروماني الرائع جداً ميريل رادوي، والفرنسي كيمبو أيكوكو، إضافة إلى الأنيق عمر عبدالرحمن، ولن يلتفت كوزمين لغير تحقيق الانتصار لضمان التأهل، كما أن التعادل لن يكون سيئاً في حسابات الفريق الإماراتي، كونه يعطيه الأفضلية في العبور إلى المرحلة الثانية إذا حقق الفوز في المباراة الأخيرة أمام الاستقلال الإيراني. الغرافة - الأهلي يسعى فريق الأهلي إلى مواصلة تحقيق النتائج الكبيرة بعد أن جمع العلامة الكاملة من المباريات الماضية ب12 نقطة منحته أحقية التأهل، إلا أن الطموحات الخضراء لن تقف عند نقطة التأهل، إذ سيبحث اليوم عن تأكيد تأهله من خلال الخانة الأولى. الفريق الأهلاوي قدم مستويات كبيرة جداً في المعترك الآسيوي، وحقق الفوز في الجولات السابقة بكل سهولة، ما يجعل مدربه الصربي أليكس في غاية الحرص للمحافظة على معنويات لاعبيه المرتفعة والبحث عن الانتصار في المواجهات المتبقية بغض النظر عن عدم أهميتها في حسابات الفريق، والخطوط الخضراء تلعب بحماسة عالية جداً، مدعومة بمهارة البرازيلي المبدع برونو سيزار وقتالية مواطنه فيكتور سيموس والكولومبي بالومينو، إضافة إلى حيوية الشابين وليد باخشوين ومصطفى بصاص، ويبدو خط المؤخرة الأضعف مقارنة بقوة الخطوط الأخرى، في ظل الهفوات المتكررة من أسامة هوساوي وكامل الموسى. وعلى الجهة المقابلة، يبحث الغرافة عن رد اعتباره من خسارة الدور الأول، وحسم حسابات التأهل إلى الدور الثاني، بعد أن حقق فوزاً كبيراً في الجولة الماضية على حساب النصر الإماراتي منحه وصافة الترتيب ب9 نقاط، وأنعش آماله بالتأهل، إذ يكفيه التعادل أو الفوز لمرافقة الأهلي من دون النظر إلى نتائج الجولة الأخيرة. مستوى الفريق القطري متذبذب من مباراة إلى أخرى، إلا أنه يضم عناصر أكثر من جيدة قادرة على تحقيق أصعب الانتصارات عندما تكون الموقعة تحت أنظار جماهيرهم، ويعتمد المدرب التونسي حبيب الصادق في مخططاته الفنية على خبرة البرازيلي نيني والفرنسي سيسيه وفهيد الشمري وأنس مبارك وبلال محمد وغيرهم من الأسماء التي تعول عليهم الجماهير الشيء الكثير لقيادة الفريق إلى أبعد المراحل في الدوري الآسيوي.