اتهم عدد من الشعراء جمعية الثقافة والفنون في المدن السعودية بتجاهل الشعر الشعبي وأبنائه وتهميش دورهم في المشهد الثقافي، مطالبين بوجود جهة تهتم بأنشطتهم التي نجحت في دول خليجية عدة، لكن مسؤولين في الجمعية برأوا أنفسهم من تلك التهمة بكونهم نظموا أمسيات وفعاليات للشعراء الشعبيين. وقال الشاعر مشاري النثري ل«الحياة»: «معظم فروع الجمعية الثقافة والفنون لا تقدّم أمسيات للشعراء الشعبيين ولا تتواصل معهم وتتجاهلهم في مناسباتهم الثقافية، ما يدل على أن هناك فجوة بينهما»، لافتاً إلى أن عدداً من الشعراء الشعبيين السعوديين نجحوا في المهرجانات الثقافية الخليجية، ما جعل للشاعر السعودي مكانة كبيرة. وذكر الشاعر مانع الوايلي أن الشعر الشعبي له مكانته في المملكة من خلال المتابعة الكبيرة التي يحظى بها، «لا تخلو المحافل الرسمية من القصيدة الشعبية، لكن الغالبية العظمى من فروع الجمعية الثقافة والفنون في المدن لا تزال بعيدة عن الشعراء الشعبيين». وطالب بإقامة أمسيات شعرية للشعراء الشعبيين في المدن السعودية تنظمها جمعية الثقافة والفنون، «من خلالها تستطيع الجمعية الوصول إلى شريحة كبيرة من المجتمع، وأن تغطي أنواع الأدب السعودي». وأكد شاعر (فضل عدم ذكر اسمه) أن جمعية الثقافة في المملكة لا تنظر إلى الشعراء الشعبيين، بل تعتبر نتاجهم أقل بكثير مما تقدمه الجمعية، مشيراً إلى أن دول الخليج لديها جمعيات شعرية تنظم أمسيات للشعراء الشعبيين وتدعوهم من دول عدة، وتقف معهم أثناء تعرضهم لمشكلات، وهذا ما يغيب عن الجمعية في المملكة، على حد قوله. ويدافع مسؤولون في فروع جمعية الثقافة والفنون عن جهات عملهم، إذ شددوا على أنهم يحرصون على حضور الشاعر الشعبي في عدد من الأنشطة الثقافية التي تنظمها الجمعية. وشدد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي على أن «جمعية الطائف» تهتم بالشعر الشعبي، ونظمت عدداً كبيراً من الأمسيات الشعرية، «يندرج الشعبي تحت مسمى الفنون الشعبية، التي تقدمها الجمعية». وأكد مسؤول المنتدى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الجوف صالح الحجاج ل«الحياة»، أن الجمعية نظمت عدداً من الأمسيات الشعرية للشعراء الشعبيين في المملكة، «استضفنا عدداً من الشعراء من مدن عدة، وكذلك أقمنا أمسيات لشعراء شبان في المنطقة، ونحن مستمرون في دعم الشعر الشعبي وشعرائه».