لم تترك وسائل التواصل الاجتماعي شيئاً إلا وغيرت في قواعده كما يبدو، ومضيفة إليها لمستها، فبعد أن كان الطلاب والطالبات يتوافدون إلى حلقات التحفيظ لدراسة القرآن، أضحى المعلمون يلقون دروسهم ويتواصلون مع طلابهم من خلال «واتساب». واستقطبت هذه الدروس كثيرات من الفتيات اللاتي كن يجدن حرجاً في الالتحاق بحلقات التحفيظ، بفعل انشغالهن بالأعمال المنزلية في أغلب الأوقات. وتقول بيان عبدالله التي أنشأت مجموعة تحفيظ «واتسابية» خاصة للنساء تحت إشراف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم: «الفكرة تتمحور حول إنشاء مجموعة من الطالبات بالواتساب لا يقل عددها عن 25 لكل معلمة، وتضع هذه الأخيرة خطة محددة للحفظ في بداية الدورة التي يتخللها اختبار دوري (تسميع) في كل شهر لما تم حفظه». وتوضح بيان أن عدد المشتركات في برنامج التحفيظ في دورته الأولى التي عقدت قبل عام ونصف العام، وصل إلى 1682، فيما بلغ عدد المستفيدات في الدورة الثانية 700 بينهن 80 من خارج السعودية، وفي الدورة الثالثة وصل العدد إلى 620 طالبة، 430 من الرياض و140 من خارجها، و35 من خارج السعودية، وبلغ عدد طالبات الدورة الرابعة 1109 طالبات، 545 من الرياض و564 من خارجها و45 من خارج السعودية، أما الدورة الخامسة فبلغ عدد طالباتها 1648 بينهن 80 من خارج السعودية و12 كفيفة و32 عاملة. ولا تخفي معلمة محو الأمية فاطمة الزهراني سعادتها بانضمامها إلى البرنامج، وتقول: «يساعدني على الاسترجاع وتثبيت الحفظ». وكان عضو هيئة كبار العلماء سابقاً الشيخ صالح السدلان أجاز استخدام جميع وسائل الاتصال والتواصل المتاحة والميسرة لحفظ القرآن، إلا «إذا خالطتها موسيقى أو قواف أو أصوات يفهم منها غير قاعدة القرآن الكريم».