أكد رئيس مجلس إدارة جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أن المملكة العربية السعودية مهتمة بمجال توفير المياه وحريصة على الاستفادة من أي بحوث علمية في هذا المجال، مشدداً على أن منطقة الشرق الأوسط من أفقر دول العالم مائياً، وأن السعودية من أفقر دول المنطقة في المياه، وقال: «إن لدى الدولة اهتمامات كبيرة في مجال توفير المياه» والحرص عليها. وشدد الأمير خالد بن سلطان، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس بعد إعلان أسماء الفائزين في الجائزة في نسختها السادسة، على أن «حروب المياه أكثر خطراً من حروب الحدود بين الدول، وبخاصة منابع ومصاب المياه إذا ما استخدمت من دولة ضد دولة جارة». ولفت رئيس مجلس إدارة الجائزة إلى ضرورة استحداث نظام عالمي عادل لاستخدام المياه بين الدول، مشيراً إلى أهمية أن يكون هذا النظام بإشراف هيئات عالمية مثل هيئة الأممالمتحدة، بهدف الإشراف على الاتفاقات المائية بين الدول. ورداً على سؤال عما إذا حجب أحد فروع الجائزة لهذا العام، قال الأمير خالد بن سلطان: «لم نحجب أياً من فروع الجائزة»، مشيراً إلى استمرار العمل على رفع وتطوير مستوى الجائزة «وهي الآن تكاد تكون الجائزة الوحيدة في مجالها المسجلة لدى الأممالمتحدة. وعن مستوى الأبحاث المرشحة للجائزة هذا العام، قال: «الأبحاث المرشحة لهذا العام كانت على مستوى عال من التخصص والمهنية»، وهذا بحد ذاته محفز لرفع مستوى الجائزة، وهدفنا هو تفعيل هذه البحوث وحفز أصحابها ليستفيد منها العالم. وكان الأمير خالد بن سلطان، أكد في كلمة له بعد اجتماع مطول لمجلس الجائزة، أن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز أخذت موقعاً متقدماً بين الجوائز العلمية الدولية المرموقة، نظراً إلى أهمية رسالتها وطبيعتها الإنسانية ونزاهتها، وإن المتابع لشؤونها يلحظ التطور النوعي المتسارع في مستوى الأعمال المقدمة للترشيح. وشدد الأمير خالد بن سلطان في مستهل كلمته، على أهمية الماء والنمو السريع في الطلب على الموارد المائية، ما يحتم علينا العمل لمواجهة هذا العجز المائي والقضاء على الفجوة المائية الحالية بين العرض والطلب، وقال: «هذا لن يتحقق إلا بوضع سياسات لترشيد الاستهلاك وتنمية الموارد المتاحة وإضافة موارد أخرى» وهذا يتطلب إجراء بحوث علمية جدية وإبداعية، وتشجيع العلماء المبدعين واستثمار جهودهم، وتطبيق نتائج إبداعاتهم. من جهته، قال أمين عام الجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ أن الجائزة تلقت هذا العام 186 بحثاً من 47 دولة. نص كلمة الأمير خالد بن سلطان بسم الله الرحمن الرحيم كلنا يدرك بأن الماء هو عنصر الحياة الأغلى، وأن النمو السريع في الطلب على الموارد المائية محدودة المصادر يحتم علينا العمل لمواجهة هذا العجز المائي الذي أصبحت تعاني منه معظم دول العالم الغني منها والفقير، ويقتضي ذلك تجاوز الفجوة المائية الحالية ما بين العرض والطلب، وهذا لا يتحقق إلا بوضع سياسات لترشيد الاستهلاك وتنمية الموارد المتاحة وإضافة موارد مائية جديدة تقليدية وغير تقليدية. هذه الإضافة تتطلب إجراء بحوث علمية جدية إبداعية غير عادية قابلة للتطبيق بأقل التكاليف. ولهذا يجب التركيز على الإبداع وإيجاد البيئة المناسبة للإبداع حول العالم وتشجيع المبدعين واستثمار جهودهم وتطبيق نتائج إبداعهم والتعريف بهذه الإبداعات بكافة الوسائل، ولا بد من التكاتف والتعاون والتكامل لتعظيم الاستفادة منها على مستوى العالم. من هذا المنطق، فقد أسس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في أكتوبر 2002م جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه لتقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي تسهم في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بإذن الله للوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها. لقد أخذت الجائزة بفضل الله سبحانه ثم بدعم وتوجيه ورعاية سمو مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وبجهود كافة القائمين عليها موقعها في قمة الجوائز العلمية الدولية المرموقة، نظراً لأهمية رسالتها وطبيعتها الإنسانية ونزاهتها. ويلحظ المتابع لشؤونها التطور النوعي المتسارع في مستوى الأعمال التي تتقدم للترشيح لها، والتطور الكمي في أعداد المترشحين، والتوسع الجغرافي لهم. كما يعكس فوز النخبة من العلماء بدوراتها الأخيرة تهافت كبار علماء المياه في العالم عليها، مما يعكس المصداقية العلمية الدولية الرفيعة المستوى التي أصبحت تتمتع بها، والثقة العالية بأسلوب ومستوى تحكيم الأعمال المرشحة لها بدءاً من لجان الفحص الأولى إلى لجان التحكيم فالاختيار، حيث يشارك في كل منها خيرة العلماء المتخصصين على المستوى الدولي. استعرضنا اليوم في اجتماع مجلس الجائزة حصيلة عمل لجان التحكيم وتوصيات لجان الاختيار، وأقر المجلس على ضوئها أسماء الفائزين بالدورة السادسة للجائزة وهم نخبة من أسماء لامعة من العلماء من الولاياتالمتحدة الأميركية وإسبانيا واليونان استطاعوا أن يضعوا بصمتهم بقوة في سجل الإبداع العلمي في عالم المياه، فكانت إنجازاتهم كشوفاً جديدة تنير الطريق، وتؤكد حقيقة راسخة هي أن الإنسان قادر على العطاء إذا قويت لديه الإرادة والهمة في بيئة أساسها المعرفة وكيانها العلم وثمرتها الإبداع. وقبل إعلان أسماء الفائزين، أود أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي عهده يحفظهم الله على جهودهم المباركة ومواقفهم الإنسانية النبيلة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية لما فيه خير المملكة وخير البشرية في جميع أنحاء العالم. وجزيل الشكر أيضاً لأعضاء مجلس الجائزة ولكل من وضع لبنة خير في بنيان الجائزة الشامخ، وأخص بالذكر جامعة الملك سعود التي قدمت المقر والكفاءات والرعاية العلمية للجائزة من خلال معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء الذي يقوم بمهام الأمانة العامة للجائزة ومن خلال الهيئة الاستشارية التي تشرف على جميع الأمور العلمية للجائزة. كما أخص بالشكر مجموعة سامبا المالية على دعمها السنوي السخي لأنشطة وفعاليات الجائزة، وأشكر جميع العلماء والمختصين الذين ساهموا في هذا الإنجاز العلمي الباهر. ويسعدنا في هذا اليوم المبارك أن نعلن عن أسماء الفائزين بالدورة السادسة للجائزة، وأدعو سعادة أمين عام الجائزة الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ لتسليط الضوء على الفائزين والأعمال التي أهلتهم لنيل الجائزة. خمسة أميركيين وإسباني ويوناني.. فازوا بالجائزة. الدكتور لاري من أريزونا يظفر بجائزة المياه السطحية. الدكتور هيسوس ينقل جائزة المياه الجوفية إلى برشلونة. جائزة الموارد المائية البديلة وحمايتها لليوناني بوليكاربوس. جائزة إدارة الموارد المائية وحمايتها للأميركي وليام ييه.