عزت السلطات الأميركية أول إصابة عن طريق العدوى بفيروس "إيبولا" في البلاد إلى الإهمال. وأعلنت الأجهزة الصحية في ولاية تكساس الأحد إصابة ممرضة في مستشفى في دالاس كانت ترعى مريضاً ليبيرياً كان مصاباً بالمرض وتوفي لاحقاً. وجاء في بيان للمراكز الفدرالية الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها أن "التحاليل التي أجريت مساء السبت أظهرت أن الممرضة في مستشفى تكساس بريسبيتيرين هوسبيتل مصابة بفيروس إيبولا". وكانت المريضة من ضمن فريق عالج الليبيري توماس إريك دوكان الذي توفي في 4 تشرين الاول (اكتوبر). وقال مدير المراكز الفدرالية في مؤتمر صحافي الدكتور توماس فريدن "نحن قلقون جداً إثر الإعلان أن الفحوصات الأولية أظهرت إصابة عاملة في القطاع الصحي في تكساس بمرض إيبولا". وأضاف "لا نعمل ما حصل خلال علاج المريض، أي أول حالة يتم معالجتها في دالاس، لكن حصل إهمال في البروتوكل أدى الى الإصابة". وكان صرح سابقاً لشبكة "سي بي أس" أن "واقع عدم علمنا بعدم إحترام بروتوكول الوقاية أمر مثير للقلق، من الواضح أنه حصل إهمال". وأضاف "لدينا القدرة على منع انتشار إيبولا مع الإهتمام بالمرضى في الوقت نفسه". ومن جهته، اعتبر مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية الدكتور أنطوني فاوسي "لم يتم احترام البروتوكل" خلال الإهتمام بالمريض الليبيري توماس دانكان. وأضاف "هذا الأمر نادراً ما يحصل" منذ الكشف عن الفيروس في العام 1976. لكن المريضة، التي لم يتم الكشف عن اسمها، أكّدت وبحسب المسؤولين الصحيين أنّه ليس لديها أي علم بعدم إحترام إجراءات الوقاية. وكان مسؤول قسم الخدمات الصحية في تكساس ديفيد لاكي قال سابقاً "كنا نعرف أنه قد تكون لدينا إصابة ثانية وكنا مستعدين لهذا الإحتمال". وأضاف المصدر نفسه "نعزز فريقنا في دالاس ونعمل بحذر كبير لتجنب انتشار الفيروس". وأوضحت الأجهزة الصحية في تكساس في بيان أن المصابة إرتفعت درجة حرارتها قليلاً مساء الجمعة وعزلت واخضعت لفحوص. ولم تذكر أي تفاصيل عن كيفية إنتقال العدوى للمصابة. وقال البيان إن السلطات استجوبت المريضة لمعرفة كل الأشخاص الذين كانت على إحتكاك بهم. وتراقب السلطات الصحية الأميركية 48 شخصاً كانوا على إحتكاك بدانكان. ومن جهته، حاول القاضي كلاي جنكينس المسؤول في إدارة دالاس طمأنة السكان قائلاً "لا يمكن أن تلتقطوا الفيروس عبر مجرد السير الى جانب شخص في الشارع أو عبر الإحتكاك بشخص ليس لديه أعراض المرض". وأضاف "هذه الأنباء الجديدة يجب ألا تثير الذعر". وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث هاتفياً مع وزيرة الصحة سيلفيا بورويل هذا الأمر مشدداً خصوصاً على ضرورة الإطلاع "سريعاً" على نتائج التحقيق الذي يجري في دالاس حول ظروف حصول هذه الإصابة. وأشار في بيان يوم الأحد إن أوباما يريد من السلطات الإتحادية اتخاذ خطوات إضافية لضمان أن النظام الصحي الأميركي جاهز لاتباع القواعد الصحيحة في التعامل مع إيبولا في أعقاب أنباء بحدوث خرق واضح في دالاس. وأطلع أوباما على تشخيص الحالة الثانية بإيبولا في تكساس حيث أصيب موظف رعاية صحية بالفيروس بعد علاجه لليبيري توفي جراء الإصابة بالمرض في مستشفى بدالاس الأسبوع الماضي. وقال أوباما إن السلطات الإتحادية يجب أن "تتخذ خطوات إضافية فورية لضمان أن المستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية في أنحاء البلاد مستعدون لاتباع القواعد إذا ما واجهوا مريضاً بإيبولا". وهذا ثاني إنتقال للعدوى خارج أفريقيا بعد إصابة الممرضة الإسبانية التي انتقل إليها الفيروس من مبشر توفي في مستشفى كارلوس الثالث في مدريد الى حيث نقل بعد إصابته في سيراليون.