دبي، اسطنبول، لندن - رويترز - ارتفعت أسعار برميل النفط فوق مستوى 74 دولاراً أمس لتواصل الانتعاش وتقترب من أعلى مستوياتها في 10 أشهر بفضل التفاؤل بأن الانتعاش الاقتصادي يعزز من تعافي الطلب على الطاقة. وساعدت بيانات اقتصادية إيجابية في دول كثيرة وانتعاش أسواق الأسهم على ارتفاع أسعار النفط 9.5 في المئة الأسبوع الماضي. وسجل سعر النفط الخام ارتفاعاً تجاوز 65 في المئة هذه السنة ولا يزال هناك احتمال بارتفاعه إلى مستويات أعلى. وازداد سعر برميل النفط الخام الأميركي الخفيف 24 سنتاً إلى 74.13 دولار بعد ان صعد 98 سنتاً الجمعة الماضي إلى 73.89 دولار وهو أعلى مستوى للتسويات في «بورصة نيويورك التجارية» (نايمكس) منذ 20 تشرين الأول (اكتوبر) 2008. وصعد سعر برميل مزيج «برنت»، خام القياس الأوروبي، 27 سنتاً إلى 74.46 دولار. وأعلنت منظمة «أوبك» ان متوسط أسعار سلة أوبك القياسية تراجع إلى 72.22 دولار للبرميل الجمعة من 72.57 دولار قبل يوم. وجاء ارتفاع سعر النفط الجمعة الماضي بعد ان أظهرت بيانات مبيعات المساكن الأميركية في تموز (يوليو) تحسناً وبعد ان أكد رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي بن برنانكي وجود علامات على بداية انتعاش في الاقتصاد العالمي. وأظهرت حسابات لوكالة «رويترز» من بيانات رسمية ان الطلب على النفط في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، ارتفع 3.5 في المئة في تموز، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، ليسجل رابع ارتفاع على التوالي. وتلقي أسعار النفط دعماً ايضاً من عاصفة في منطقة فيها منشآت بحرية للنفط والغاز قبالة شرق كندا. ومن شأن تجدد التوترات في نيجيريا ان يشكل أيضاً دعماً إضافياً لسعر النفط بعد إعلان جماعة المتمردين الرئيسة في البلاد السبت الماضي أنها ستواصل الهجمات على أكبر قطاع للطاقة في أفريقيا الشهر المقبل. إلى ذلك، أشار وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إلى أنه لا يرى حاجة على الاطلاق لزيادة انتاج «أوبك» في اجتماع المنظمة في ايلول (سبتمبر) المقبل. وأبلغ وكالة «رويترز» على هامش اجتماع في اسطنبول بين مسؤولين عراقيين ومسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط، ان المؤشرات على انتعاش الاقتصاد العالمي ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الطلب على النفط في المستقبل القريب، لكن في الوقت ذاته تبدو احتياطات الخام أعلى مما كانت عليه خلال السنوات الخمس الماضية. وأكدت مصادر في قطاع النفط ان العلاوات السعرية للسولار المنتج في الشرق الأوسط ارتفعت نحو 80 في المئة عن مستوياتها المسجلة الشهر الماضي بسبب ارتفاع الطلب على الوقود اللازم لتوليد الكهرباء في شرق أفريقيا والطلب الإقليمي خلال فصل الصيف. وقال متعاملون ان العلاوة السعرية لوقود الديزل القياسي الذي يبلغ الحد الأقصى للكبريت فيه 0.5 في المئة بلغت نحو دولارين زيادة على أسعار الخامات القياسية للشرق الأوسط في آب (أغسطس) في مقابل 1.20 دولار قبل شهر.