تهافت على ساحة البيع الشمالية في مدينة التمور جنوب مدينة بريدة فجر السبت الماضي ما يقرب من ألفي سيارة صغيرة وكبيرة، تعود لمزارعين حملوا فيها مئات الألوف من عبوات التمور بأصنافها المتنوعة إلى المستهلكين، الذين قدرت أعدادهم بالآلآف وأتو للتزود بكميات من التمور تكفيهم طوال شهر رمضان المبارك. مدينة التمور التي تضم حالياً مهرجان بريدة الدولي للتمور ليس هي وحدها التي تعج بالزوار والمتسوقين منذ ساعات الصباح الأولى من فجر كل يوم، إذ يقام حالياً مهرجانات تمور مماثلة في عنيزة والبكيرية والمذنب والخبراء لا تقل أهمية في مجملها عن حال مدينة بريدة للتمور حالياً، إذ الوضع يكاد يتشابه، إلا أن الاختلاف هنا يأتي من جهة الكميات المعروضة من أطنان التمور الهائلة التي يتفرد كل سوق بها عن الآخر إلا أن ما يجمعها في النهاية هو بيع وشراء التمور. واعتبر مهتمون بتسويق التمور أن اليومين الماضيين اللذين استبقا دخول الشهر الفضيل مهمين بالنسبة للمزارعين والمستهلكين على حدٍ سواء بوصول الأسواق ذروتها الموسمية، وعدوا حلول شهر رمضان السبب الرئيسي لبلوغ السوق قمته وزيادة قيم البيع والشراء فيه، إضافة إلى مصادفته إجازة نهاية الأسبوع للموظفين وقبض الرواتب التي يخصص مواطنون جزءاً كبيراً منها لشراء مواد التموين الرمضانية، تأتي التمور في مقدمتها إذ لا تخلو موائد الإفطار الرمضانية منها، اتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تمر السكري بأنواعه ودرجاته المختلفة تصدر التمور المباعة بلا منازع، وطغى على مجمل ما عرض في السوق الذي يكمل اليوم 24 يوماً منذ بداية الموسم الذي يستمر 75 يوما، ويأتي ذلك الإقبال على هذا الصنف من التمور نتيجة لجودته التمرية ورغبة الكثيرين من داخل السعودية ودول الخليج والوطن العربي بجعله أحد الأصناف المتواجدة على سفرة الإفطار الرمضانية. يأتي ذلك في وقت يحرص آخرون من رواد سوق التمور على اقتناء الأنواع الأخرى من التمور غير السكري لموائد إفطارهم الرمضانية والتي تعرف ب(النبوت)، وهي تمور لها متذوقيها مثل الصقعي والرشودية والخلاص ونبتة العلي والونانه والروثانة وغيرها. ويشكل حلول موسم شهر رمضان تصاعداً في وتيرة عمليات البيع والشراء إذ يكون سبباً في جعل كثيرٍ من المزارعين يجلبون جميع ما لديهم من محصول التمر إلى السوق بعد أن قام بعضهم بالتريث إلى أول يوم من رمضان، وهو ما يجعل عمليات البيع والشراء ترتفع وتتزايد حدتها حتى الخامس من الشهر، والذي وصف بأنه اليوم الذي تبدأ تخف معه حدة الموسم تدريجياً وتستقر الأسعار معه. وعلى رغم حلول شهر الصيام والقيام وسهر الكثيرين إلا أن ذلك لم يحد من عمليات البيع اوالشراء التي تتم بعد فجر كل يوم، إذ حافظت على قوتها الشرائية في المواسم الماضية وستظل كما هي، إذ إن الصيام لم يمنع المستهلكين من الحضور إلى السوق بعد صلاة الفجر وهي أحد الفترات الثلاث التي خصصت يومياً عبر ثلاث فترات هي بعد الفجر والعصر وبعد التراويح، إلا أن الصيام يوفر كثيراً على الباعة إذ يكون سبباً في عدم تذوق بعض المستهلكين للتمور الذين لايجدون فرصة لكي يتذوقوا التمر إلا بعد صلاة التراويح فقط.