أكد مصدر سياسي مصري مطلع أن القاهرة ليست لديها حساسية خاصة تجاه طهران تمنع تطوير العلاقات معها. وأشار إلى أن الحديث عن الانفتاح على إيران جاء في إطار الانفتاح على الدول التي لم تكن لمصر علاقات طبيعية معها في زمن النظام السابق و «منها بالتأكيد إيران». ولفت المصدر إلى أن القاهرة لا تنتقل من محور إلى محور بعد الثورة ولكنها تسعى من خلال التفاعل السياسي والديبلوماسي لتكون لها علاقات طبيعية قدر الإمكان مع دول جوارها. وقال المصدر ل «الحياة» إن بعضهم يسعى إلى «تصوير العلاقة مع طهران على أنها أصبحت علاقة تقارب وطيدة في إطار من التشابه الفكري والسياسي وذلك ربما بهدف تخفيف الضغوط التي تعانيها طهران دولياً وإقليمياً». واعتبر أن إيران تعيش حالة «شبه عزلة» بسبب تلك الضغوط، وتشعر أن هناك «حالة ثورية تحيط بها وهي غير مواتية لمصالحها». وشدد المصدر على أن فتح قنوات اتصال مع طهران ليس معناه أن تتفق القاهرة مع سياسات طهران ووجهات نظرها في الشأن الاقليمي. وأكد أنه لاعتبارات خاصة باتجاهات الرأي العام في مصر فإن هناك حدوداً لأي انفتاح باتجاه إيران حالياً، مشيراً بالتحديد إلى مسألة التشيّع المثارة في أوساط القوى الإسلامية في مصر حالياً. وكانت قوى سياسية ودينية إسلامية خصوصاً من السلفيين انتقدت قبل أيام التقارب مع إيران وفتح المجال لعودة السياحة الإيرانية خشية تصدير المذهب الشيعي إلى مصر. وقال المصدر إن للقاهرة معايير تحدد مدى التقدم في العلاقات مع إيران. وأكد أنه إذا حدث الانفتاح لا بد من أن يكون هناك تصور مصري للعلاقة الطبيعية بحيث تصون مصر أمنها القومي ويكون لكل من البلدين سياسته الإقليمية المستقلة. وحددها المصدر بداية ب «المسألة السورية المهمة جداً»، مشيراً إلى أن الصراع الدائر والثورة ودعم الجانب الإيراني للنظام السوري يجعل الصورة غير إيجابية لدى الرأي العام حتى الآن، قائلاً إن بإمكان إيران أن تساهم بفعالية في دعم التغيير في سورية منعاً لمزيد من تدهور الوضع هناك وتحقيقاً لتطلعات الشعب السوري. وشدد المصدر على أن انفتاح القاهرة على طهران يصعّبه موقف إيران من سورية، مقراً بأن الفصل بين الموقف الإيراني من الأزمة السورية وتحسين العلاقات مع مصر هو فصل دونه صعوبات عدة. أما العنصر الثاني المحدد لامكانات تطوير العلاقات، فهو مرتبط - بحسب المصدر - بأمن الخليج وضرورة حل الإشكالية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي. وشدد على أن أمن الخليج مسألة مهمة جداً بالنسبة إلى مصر. وقال المصدر إنه من جانب آخر من المهم أن يثق المصريون في أنفسهم فلا يمكن تصوّر أن بعض السياح الإيرانيين سيمكنه نشر التشيع في مصر، مضيفاً أن إيران دولة يمكن الدفع نحو تطوير العلاقات معها «بحسابات واعية لمصالح كل طرف».