أعلن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أمس أن بلاده تدرس إقامة منطقة عازلة جنوب سورية (قرب الحدود الأردنية)، لمواجهة التدفق الكبير في أعداد اللاجئين، مؤكداً نية حكومته إعلان مدن الشمال الأردني «مناطق منكوبة»، بسبب استقبالها مئات آلاف السوريين منذ بدء الأزمة في بلادهم. وقال النسور خلال لقائه بعض الصحافيين والكتاب أمس «ندرس إقامة منطقة آمنة في جنوب سورية، وبخاصة عند نقاطنا الحدودية مع مدن وقرى درعا». وأضاف: «نفكر بإقامة هذه المنطقة، لتكون ملجأ للسوريين، لكن الأمر مرتبط بمدى قدرة المعارضة وإمكاناتها للسيطرة على درعا». لكن النسور تحدث عن تعقيدات صلبة تواجه الطرح المذكور، ومنها أن النظام السوري ما زال يحتفظ بقوات مسلحة على الأرض، كاشفاً أن هناك توجهاً رسمياً للاتصال بأطراف دولية، بغية البحث في إمكان تنفيذ الاقتراح الأردني. في غضون ذلك، جدد الرئيس رفض بلاده التورط بالملف السوري، وقال: «ما يعنينا هو حماية أمننا القومي، ووضع حلول تكفل وقف موجات اللجوء التي باتت تفوق توقعاتنا». وأوضح: «نتجه إلى إعلان مدن الشمال منطقة منكوبة، ونبحث إمكان اللجوء إلى مجلس الأمن، لمطالبة المجتمع الدولي القيام بدوره حيال العبء الكبير الذي نتحمله». وتوقع النسور أن «يحدث انفجار كبير في الداخل السوري»، ما سيؤدي إلى ارتفاع حركة اللجوء باتجاه الأردن. وأعلنت الحكومة الأردنية أن عدد السوريين المقيمين لدى المملكة قارب المليون نسمة، منهم 460 ألفاً دخلوا البلاد خلال عامي الربيع العربي. وجاء هذا الإعلان، وسط مطالبة نواب أردنيين بإغلاق حدود المملكة مع سورية، وترحيل اللاجئين إلى دول أخرى. وتؤكد الحكومة أن أعباء كبيرة تتحملها البلاد نتيجة استمرار النزوح السوري، وأن ما تحملته الخزينة الأردنية بلغ خلال الأيام الأربعة الأخيرة نحو 550 مليون دينار أردني (780 مليون دولار)، متوقعة ارتفاع هذا الرقم إلى بليون دينار (1.4 بليون دولار) حتى نهاية العام الجاري.