أصدر الرئيس محمود عباس قراراً بالعفو عن الصحافي ممدوح الحمامرة الذي حكم بالسجن لمدة عام بتهمة الاساءة لشخص الرئيس، والذم والقدح، ونشر مواد من شأنها اشاعة بذور الكراهية. وكانت محكمة الاستئناف في بيت لحم ثبتت اول من امس قرار محكمة الصلح بتوقيف مراسل فضائية «القدس» الصحافي ممدوح الحمامرة لمدة عام كامل بتهمة الاساءة للرئيس في رسم كاريكاتوري. والكاريكاتور المهين وضع عباس بجوار رجل يشبهه يلعب دور متعاون مع قوات الاستعمار الفرنسي في مسلسل تلفزيوني سوري قديم. وجاء في تعليق على الصورة ان الرجلين يشبهان بعضهما البعض في كل شيء، علماً ان كثيراً من الفلسطينيين أشاروا الى عباس على انه تصالحي مع اسرائيل اكثر مما ينبغي، وينتقدون التنسيق بين قوات الامن الاسرائيلية والفلسطينية التي يشرف عليها عباس. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن المستشار القانوني للرئيس حسن العوري قوله إن الرئيس «عباس هو راعي الحريات الأول، وأكد أكثر من مرة أن حدود حرية الرأي والتعبير هي السماء، مع ضرورة الحفاظ على سيادة القانون، والالتزام الجميع به». وأضاف: «أود أن أؤكد بأن الرئاسة لم تتقدم بشكوى ضد الصحافي المذكور، وأن النيابة العامة قامت بتحريك الدعوة بصفتها ممثلةً للحق العام والمجتمع وتحويلها على المحكمة». وتابع ان «النيابة العامة والقضاء هما جهتان مستقلتان لا سلطان عليهما إلا للقانون، ولذلك لا يجوز لأي سلطة، بما فيها الرئاسة، التدخل في شؤون القضاء». وزاد: «أبدى الرئيس انزعاجه من الحكم الصادر على الحمامرة بتهمة الإساءة الشخصية لسيادته، وعليه أصدر تعليماته لنا لمتابعة تنفيذ العفو عن الحمامرة مع النيابة والقضاء، مع ثقتنا بعدالة ونزاهة القضاء الفلسطيني». ويقول صحافيون ومنظمات حقوقية تهتم بشؤون الاعلام، ان الحمامرة لم يرسم الكاريكاتور، لكن كان اسمه ملحقاً به. وانتقدوا الحكم والقيود على حرية الاعلام من جانب السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب. وقالت ريهام أبو عيطة من المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية (مدى) ان الحمامرة لم ينشر الصورة، وانه عندما يتم تجريم صور على الانترنت، فإن ذلك يمثل انتهاكاً خطيراً للحقوق الاساسية في حرية التعبير. وأضافت ان الفلسطينيين ليس لهم ملك وانما رئيس. يذكر ان الحكم الصادر ضد الحمامرة هو الثاني الذي يصدر العام الحالي، ويقضي بتوقيع عقوبة السجن على فلسطينيين في شأن رسوم كاريكاتير للرئيس. اذ اصدرت محكمة في مدينة نابلس في الضفة الغربية في شباط (فبراير) الماضي حكماً بالسجن على احد السكان المحليين لمدة عام بسبب رسم صورة لعباس يبدو فيها مثل لاعب كرة قدم ووضع عنواناً لها: «المهاجم الجديد لريال مدريد». ونفى أنس عوض (26 سنة) انه كان يقصد أي اهانة، وأصدر الرئيس عفواً عنه فوراً.