مهما تقلصت قيمة بطولة كأس الخليج جماهيرياً وأياً كانت النسبة التي تجدها من الاتحاد الدولي أو حتى الاتحادات المحلية، إلا أن كل منتخب من الثمانية المشاركة يدرك جيداً أن الخروج من تلك البطولة بخفي حنين كارثة لا تُحمد عقباها وأن التتويج بلقبها في المقابل يمنح صاحبه مجداً يطول التغني به، والذاكرة تتسع لما استحوذ عليه منتخب الإمارات من اهتمام بعد اللقب الأخير. للوقوف على قيمة تلك البطولة فعلياً يمكن أن تراقب المشهد الرياضي الذي يسبق البطولة، ففي اليوم ذاته الذي يلاقي فيه المنتخب السعودي نظيره الأوروغواي تلعب كل المنتخبات الخليجية مباريات ودية بالغة الأهمية، باستثناء قطر التي سبقت الجميع ولعب مباراتها الودية يوم أمس أمام لبنان في انتظار وديتها الأخيرة قبل البطولة والتي تجمعها بأستراليا في ال24 الجاري. حامل اللقب المنتخب الإماراتي يلتقي اليوم نظيره الأسترالي في أبوظبي قبل أن يلاقي أوزبكستان في ال14 الجاري، وتأتي المباراة وسط غيابات عدة بعدما انضم عمر عبدالرحمن صانع ألعاب العين ومدافع الأهلي وليد عباس لقائمة المصابين التي تضم أيضاً ماجد حسن وقائد المنتخب إسماعيل مطر. واستدعى المدرب مهدي علي تشكيلة من 23 لاعباً لخوض المباراتين الوديتين شهدت اختيار طارق أحمد لاعب النصر للمرة الأولى بعد تألقه مع فريقه في الدوري وعودة راشد عيسى مهاجم العين بعد غياب استمر أكثر من سنة بسبب الإصابة. وفي مواجهة ثقيلة يستضيف المنتخب العماني نظيره الكوستاريكي قبل أن يلاقي الإثنين المقبل نظيره الأوروغواي أيضاً، بعد أن كان التقى أوزبكستان وأرلندا وكوسوفا ودياً في الفترة الماضية. وتمثل تجربه كوستاريكا أهمية كبيرة لمدرب منتخب عمان الفرنسي بول لوغوين الذي طاوله الانتقاد بسبب المستويات التي قدمها الفريق في المباريات الأخيرة، ويعاني المنتخب العماني من إصابات أبعدت فايز الرشيدي الحارس البديل لعلي الحبسي ستحرمه أيضاً من المشاركة في كأس الخليج، كما يعاني محمد المسلمي وحسن مظفر وعبدالعزيز المقبالي من إصابات متفاوتة، وقد لا يجازف لوغوين بإشراكهم في مباراة الغد، فيما ما يزال محمد الشيبة وإسماعيل العجمي والحارس مازن الكاسبي خارج اهتمامات المدرب الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما استدعى المخضرم هاني الضابط لمباراتي كوستاريكا والأوروغواي، فضلاً عن ضم حارس صحم سليمان التشكيلي. في المقابل، يحل المنتخب الكويتي ضيفاً على نظيره الأردني وتكتسب المواجهة أهمية خاصة كونها الأولى لمنتخب النشامى بقيادة مديره الفني الجديد الإنكليزي رايموند ويلكينز الذي سيكون في مواجهة البرازيلي المخضرم جورفان فييرا مدرب الكويت. وصيف كأس الخليج في النسخة الماضية المنتخب العراقي لن يكون بعيداً عن أيام «فيفا» حين يلتقي اليوم طرفاً من البطولة ذاتها وهو المنتخب اليمني الذي حل أخيراً في كل مشاركاته في البطولة، المباراة لن تكون الأخيرة ل«أسود الرافدين»، إذ يعود بعد أربعة لملاقاة طرف آخر من أطراف البطولة وهو المنتخب البحريني الذي يحل اليوم أيضاً ضيفاً على منتخب أوزباكستان.