أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط، أن شهر رمضان يدعونا إلى نبذ التنافر والتناحر، وأن نتخذ من شهر الانتصارات رافداً أساسياً لصدق الانتماء وحقيقة الالتزام، والتوافد على مواثيق شرف عالمية، ترعى الأمن العالمي والسلام وتحقن دماء الأبرياء، وتحرم الظلم والعنف والاعتداء وتجرم الإرهاب والتطاول على الدين والشريعة والرسالات، والتجافي عن مسالك التكفير والتفجير والتدمير وثقافة العلمنة والتغريب، وأن نجد العزم على اتباع الأقوال بالأفعال ولزوم منهج الوسطية والاعتدال والائتلاف على هدي الوحيين الشريفين. وأوضح إمام الحرم المكي في خطبة الجمعة أمس، أن رمضان فرصة لتصحيح السلوك الإنساني والفهم الصحيح للمقصد التشريعي والتجافي عن الرقابة والنمطية التي يعيشها كثيرون في مواسم الخير من دون أن تحرك فيهم ساكناً. ودعا المسلمين إلى كسب هذا الشهر المبارك في إعادة الوحدة وجمع الصف ونبذ الفرقة والخلاف والعودة إلى الله عز وجل بقلب صادق والتمسك بشرعه قولاً وعملاً والإكثار من الخير وفعل الطاعات والعبادات والصدقات وتزكية النفس، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يعين المسلمين في كل مكان على صيام شهر رمضان وقيامه، وأن يتقبله منهم وأن يشملهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. وفي المسجد النبوي في المدينةالمنورة، ناشد الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين، أن يكونوا في هذا الشهر متصفين بأنواع الجود، متحلين بخصال الخير والبر وبكل خلق كريم ومنهج قويم. وأهاب بمسؤولي الإعلام وملاك القنوات الفضائية إدراك حقيقة مقاصد الصوم، وإدراك حرمة هذا الشهر، والتنبه عن بث العفن الذي تشتد سمومه في رمضان، ويعظم سعيره في مثل هذا الزمان، وقال أي جريمة أعظم من محادة الله جل وعلا، ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقاصده وأهدافه، فهل يتعقل أولئك فيتوبون إلى الله جل وعلا عن محادة الشريعة بما يبثونه خلال هذا الشهر، من مواد هابطة ومسلسلات ساقطة، وإغراق الأجيال المسلمين في لهو هابط. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى أن يتخذوا من هذا الشهر فرصة لإصلاح ما فسد من أوضاعهم، وعلاج ما وقع فيه النقص والتقصير من أحوالهم، مبيناً أن رمضان غنيمة تنبه العاصي الغافل وتوقظ المذنب المقصر.