شهدت مدينة سالفيلد الألمانية أخيراً معرضاً فريداً ل «كراكيب» وآلات قديمة تم جمعها وتصليحها وأرفق كل آلة بنبذة تاريخية. ويتميّز المعرض بأن غالبية زواره ورواده من الرجال، هوايتهم إصلاح الآلات القديمة ومحاولة إعادة تشغيلها. وهي مكلفة عموماً، لكن رؤيتها تعمل من جيد تستحق المال والجهد والصبر أيضاً. من الصعب معرفة هذا الهوس بشراء آلة قديمة وإعادة تشغيلها لدى كثر. فتوماس كنوبلوخ وهو مدير ورشة صناعية يقول ل «الحياة»: «كلّفني شراء محرّك قديم وإعادة تشغيله نحو 15 ألف يورو. أعلم أنني بالمبلغ ذاته أستطيع شراء محرّك جديد، لكن ليس من هذه الماركة المميزة وليس بجودة هذا المحرّك». من جهته، يهوى غونتر جمع أجهزة راديو قديمة صنّعت في ألمانياالشرقية، مؤكداً أن لها قيمة قل نظيرها. ويدأب في البحث عبر الأنترنت للعثور على ضالته، فيجوب مدن ألمانيا كلها للحصول على كنز جديد «راديو قديم». وتضم مجموعته نحو 50 جهازاً، أشتراها وأعاد إحياءها وجهزها بمكبرات جديدة للصوت. كما طلا خشب الجهاز باللون المناسب وأبدل البراغي المتهالكة بأخرى. في الطابق السفلي لمنزله، جهّز غونتر ورشة تصليح وترميم، حيث يمضي ساعات يحاول حلّ معادلات رياضية تعرّفه على ألغاز الإلكترونيات. وخرج إلى عائلته بعد أيام حاملاً الراديو القديم بمحتوى إلكتروني جديد بالكامل: صوت صافٍ ومؤشر دقيق للمحطات وإبداع لا يتنهي. موقع إلكتروني للوحات الفنية كل من يمارس الرسم على سبيل الهواية، يرغب في أن يعاين الآخرون ما «أبدع» وما «أنتج». ولأنه لا مجال لكثر من إقامة معارض خاصة لإنتاجهم، أوجد موقع «هوبي مالير» حلاً مثالياً لهم. وهو واحد من مواقع إلكترونية كثيرة تعنى بأصحاب الهويات. إذ يرسل المشارك في الموقع صورة عن اللوحة التي رسمها، مرفقة بشرح عن ظروف هذا العمل ومناسبته وحجمه، فتنشر على الموقع، منها مثلاً: «تعليق على لوحة لوجه كلب: كنت أوّد رسم شيء مميز لمنزلنا فرسمت هذه اللوحة قياس 22سنتم ب 33 سنتم». كما يحق للمشتركين من هواة التصوير الفوتوغرافي نشر الصور التي التقطوها. وبالتالي، يعزز الموقع روح المشاركة الفنية، ويقدّم فسحة لعرض أعمال بكلفة زهيدة. الحكومة ترعى المواهب يصدر في بداية كل موسم كتاب رسمي، لأصحاب المواهب والراغبين في تعلّم شيء جديد، يتضمّن مواعيد دورات تعليمية في مجالات عدة مثل الموسيقى واللغات وفن الطبخ، وبأسعار رمزية، مخصصة لمختلف الفئات العمرية من الجنسين. وهناك دورات تعليمية يقبل عليها خصوصاً المتقدمين في العمر، تتمحور مثلاً حول تعلّم الخط الألماني القديم، وهو أمر يرغبه كثر بهدف كتابة رسالة إلى قريب، أو تعليق لوحة في المنزل مرسومة أحرفها بهذا الخط الجميل. وتلقى دورات جمع البناتات والأعشاب والتعرّف الى خصائصها رواجاً وإقبالاً. وتقود اختصاصية برفقة العجائز أو الأطفال بمسيرات وجولات في الجبال والسهول، بحثاً عن أنواع الأعشاب التي تصلح للطبخ أو لتحضير الشاي المنزلي. وتزوّد المعلمة أثناء جولتها المشاركين بمعلومات خاصة عن عشبة. كما أن الطبخ من الهوايات المحببة إلى قلوب كثر، خصوصاً تعلم وصفات من المطبخ الأيطالي أو الفرنسي. ويعتبر الطبخ أحد أحب الهوايات إلى قلوب الرجال أيضاً، ويخصص كثر منهم يومي السبت والأحد كل أسبوع لمزوالتها. ويُقدم المسننون أيضاً على تعلم الحياكة وصنع سلات من القش. وتعتبر وصفة ناجعة في برامج المعالجات النفسية لكثيرين يعانون الإكتئاب. فصنع سلة يصرف العقل كلياً عن المشاكل التي تشغله. ودورات تعلّم الرقص لها مكانها بين النساء. وتقول إحداهن ل «الحياة»: «كوني مدرّسة رقص شرقي إخترت إسم ناهدة بدلاً من إسمي الأصلي». وتضيف: «عندما بدأت بتعليم الرقص الشرقي لم أكن أتوقع هذا الإقبال الكبير من الراغبات. والآن لا يخلو صفي من نساء من مختلف الأعمار». كذلك يلقى تعلّم رقص الصالونات رواجاً عن رجال ونساء في سن ال40 وال50. كما تستمتع سيدات في دورات تعلم صناعة أدوات فخارية بتصاميم جميلة ومختلفة، وهناك أساليب وطرق مختلفة تستخدم فيها أصص النباتات أو الصحون أو المزهريات.