معظم مشكلاتنا الاجتماعية منبثقة من سلوكين رئيسيين، الأول فرض الوصاية على الآخرين، والثاني عدم احترام الاتفاقات المبرمة أيضاً. أثار غضبي ما تناقلته الصحف عن حادثة الطلاق التي كان سببها عدم التزام أم العروس بالاتفاق الذي أبرمته معها أم العريس (بخلو الزفاف من الموسيقى)، والذي رفضته والدة العروس، فقامت بجلب إحدى الفرق وهذا الموقف أثار أم العريس، فاشتبكت مع أم العروس ثم أجبر العريس على طلاق زوجته في ليلة الفرح! الضحايا في هذا الموقف الأليم هما (العروسان)، العريس دفع الثمن نتيجة لتعنت والدته، والعروس حصلت على لقب مطلقة في ليلة عرسها، وعادوا إلى منازلهم يجرون وراءهم الخيبة والألم والذكريات الحزينة والكثير من كلام الناس أيضاً وتفسيراتهم. والحقيقة التي لا أحبذ (إخفاءها) هي ما أراه وأسمعه أمامي من انتظار ليلة الفرح، لتقوم كل عائلة بفرض شروطها على الآخرين بغض النظر هل يوافقهم هذا التوجه أم لا (مستغلات الخوف من فركشة الفرح والخوف من كلام الناس أيضاً). أعرف عروسة زفت مرتين في فرحين مختلفين (على رغم أنهم لنفس العروس ولنفس العريس وفي نفس المكان أيضاً)، لأن أهل العريس يريدون الفرح يوم الأربعاء، وأهل العروس يريدون الفرح يوم الخميس، وكل عائلة (تشبثت برأيها) والنتيجة أن العروس والعريس التعيسين (انعكس الخلاف عليهما واحتفلا بفرحهما مرتين) ارضاء للعائلتين اللتين تبدوان أنهما لا يعرفان (كيفية الحوار ولا كيفية ادارته أيضاً، واللتين تريان أن الفرح وتفاصيله من حقهما فقط، وأنها وسيلة لفرض الرأي بالقوة)، وكان الأولى أن يتنازل الطرفان (اما بعمل قرعة) أو أن يتركا العروسين يختارا يوماً مخالفاً وأن تكون هناك جهة محايدة هي من تنظم الفرح! لا أتفق على أسلوب فرض الرأي بالقوة سواء من والدة العريس أو والدة العروس التي انتظرت حتى حصول الفرح لتفعل ما تريده ولو كانت واضحة لكان أجدى! وأغضبني أن ينتهي الموضوع بالطلاق (لو تنازلت أم العريس قليلاً) لكان الموضوع (مر مرور الكرام ربما لو تذكرت أنها ليلة فرح وأن سعادة ولدها (جديرة بالتقدير)... ولا ينبغي لنا أن نتساءل لماذا تتزايد حالات الطلاق في مجتمعنا، فقبل أن نفعل (علينا أن ننظر ونحلل منطق العوائل ومحاولات فرض الرأي). الموقف الثاني وهو الخاص بموقف الهيئة من حفلة للأطفال أقيمت في المدينةالمنورة، والتي حاول فيها بعض الأعضاء إيقاف فقرات الحفلة بحجة وجود موسيقى بعد أن قام أهالي الأطفال بالاعتراض لأنهم دفعوا ثمن التذاكر، وأن أطفالهم ينتظرون هذه الحفلة... هذه المواقف وغيرها تجعلنا في حيرة من أمرنا، أليس من الأولى أن تكون معالم الحفلة واضحة لكل الأطراف حتى لا تتسبب هذه الخلافات في احداث ربكة (في مشاعر الأطفال)، يتضمنه سؤال تصعب الإجابة عليه هل الموسيقى بكل أنواعها وأشكالها (محرمة) أم أنها ما زالت ليومنا هذا موضع (خلاف فقهي)؟، أترك لكم هذا السؤال، وسأحاول أن أجيب على تساؤل أحد المراهقين الذي أرسل لي رسالة (أربكتني) يحكي لي فيها الموقف وغادرني بعد أن أوصاني بالرد عليه عن طريق مقال، وبعد أن وضع لي رابطاً موسيقياً للنشيد الوطني الغالي على قلوبنا وعلامات استفهام كبيرة (في تصوري) أجابت على تساؤلاته! [email protected]