حذّرت متخصصات في ثقافة الطفل من انعدام الوعي بأهمية القراءة للطفل سواء من جهة الأهالي أو حتى المربين، ومن انعدام وجود الكتاب المتخصص والذي يلامس حاجات الطفل ومشاعره، وهو ما أدى –بحسبهن- إلى انعدام ثقافة الطفلمطالبات وزارة الثقافة بوضع برنامج وخطط لذلك مع الاهتمام بمضمون الكتب الموجهة للأطفال وتفعيل دور المكتبات العامة أو حتى وجود مجلس اعلى يهتم بالطفولة. إذ أشارت كاتبة قصص الأطفال أروى خميس إلى انعدام الاهتمام بثقافة الطفل السعودي، وقالت: «هناك أسباب عدة أسهمت في ضآلة ثقافة الطفل، منها عدم توافر الكتب المخصصة للطفل في المكتبات، خصوصاً تلك التي تلامس مشاعر الطفل وحاجاته وهمومه»، وأضافت: «أيضاً عدم توافر منافذ لبيع الكتاب عموماً، وكتاب الطفل خصوصاً، إضافة إلى عدم وجود الوعي الكافي لدى الأهالي بأهمية الذهاب للمكتبة للاطلاع وتنمية الثقافة، لاسيما ان السعوديين يفضلون الذهاب للملاهي والمطاعم للنزهة والترفيه». ولفتت خميس إلى وجود مشكلات تتعلق بانعدام وجود الكتاب المخصص للطفل، وقالت: «لدينا مشكلة في عدم تواجد وتوافر كتب الأطفال في المكتبات بصفة عامة، والموجود لا يرضي طموحات الطفل في تنمية مهاراته وثقافته». وأوضحت أن مشكلة انعدام اهتمام الطفل بالقراءة والكتب المخصصة له، لا تتوقف على غلاء أسعارها، بل هي مشكلة انعدام ثقافة بحد ذاتها، فبحسب خميس، فان السعوديين من أكثر الشعوب العربية إنفاقاً ولديهم قوة شرائية كبيرة، ولكن انعدام الوعي بأهمية الكتاب جعلته آخر الاهتمامات حتى بالنسبة لمربي الأجيال في المدارس، وقالت: «ليس لدينا اهتمام بالكتاب، فالمدارس بصفة عامة لا تهتم بوجود المكتبات وان وجدت، فالقائمون عليها ليسوا بذلك الوعي والثقافة لاختيار الجيد من الكتب في تلك المكتبات، إذ نجدها مليئة بما لا ينفع الطفل ولا تعمل على تنمية مهاراته». كما أكدت ضرورة الاهتمام بالكتاب الموجه للطفل خصوصاً من ناحية المضمون، بحيث تكون نوعيات الكتب ملائمة لحاجات الطفل وتسهم في نموه العقلي وثقافته العامة. وتتفق مع خميس الدكتورة هدى باطويل وهي أستاذ مشارك في قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة الملك عبدالعزيز بقولها: «ليس لدينا وعي بأهمية القراءة للطفل». وأضافت: «القراءة لدينا تحتل درجات متدنية من حيث الأوليات، بسبب ضعف الوعي الاجتماعي بأهمية الكتاب في حياة الطفل». لافتة إلى أن أسعار الكتب أسهمت في عدم تشجيع الأهالي لأبنائها على القراءة لضعف إمكانات الأسرة، خصوصاً متوسطة الدخل، وقالت: «لابد من تفعيل دور المكتبات العامة خصوصاً انه يقع على عاتقها مسؤولية خدمة المجتمع من النواحي الثقافية بما فيها توافر الكتب غالية الثمن لجميع أفراد المجتمع من الطبقات كافة». وأضافت: «لابد لوزارة الثقافة والإعلام من وضع برنامج وخطط واضحة لتفعيل دور المكتبات والكتاب السعودي، خصوصاً ان لدينا مشكلة في توزيع وتسويق الكتب السعودية بصفة عامة»، مؤكدة أهمية وجود مجلس اعلى يهتم بالطفولة، بحيث تكون بمثابة وزارة مستقلة معنية بالطفل السعودي وصحته وثقافته وتعليمه. أولياء الأمور يشتكون غلاء الأسعار تلقي أم سليمان الحربي (32 عاماً) وهي أم لطفلين اللوم على غلاء كتب الأطفال الجيدة، وقالت إن محاولاتها باءت بالفشل في اقتطاع مبالغ مالية شهرية بهدف شراء كتب لأطفالها (سليمان ومحمد)، وذلك نتيجة لزيادة مصروفات الأسرة على المستلزمات الضرورية. وعلى رغم أن أم سليمان الحربي كانت توفر خلال السنوات الماضية مبالغ مالية شهرياً تصل إلى 500 ريال في بعض الأحيان لشراء كتب جديدة لأطفالها، إلا ان موجة الغلاء أسهمت في تأجيلها إلى اجل غير مسمى. مضيفة: «أصبحت أجد صعوبة في توفير وشراء كتب لأبنائي خصوصاً أن الكتب الجيدة غالية الثمن، ويصل أسعار البعض منها إلى 80 ريالاً، في حين تتراوح أسعار الكتب رديئة الطبعة والمضمون ما بين ال5 وال10 ريالات». وتابعت: «من الصعب وجود كتاب ينمّي فكر الطفل لدينا، فالكتب الجذابة والممتعة نادرة في دور النشر لدينا والمكتبات، وغالبية الكتب الجذابة باللغة الانكليزية». وأشارت إلى أن الكتب العربية والموجهة للطفل تحكي أساطير الإغريق والحضارة الرومانية، في حين تنعدم الكتب التي تحكي عن التراث العربي والإسلامي، وتقول: «ان وجدنا كتباً تتحدث عن التراث العربي والإسلامي نجد غالبيتها يعاني من عدم الجودة وفي الغالب غير جذابة للطفل». وتؤكد أن لغة كتب الأطفال العربية صعبة ولا تتناسب مع ثقافة الطفل.