دبت الحياة من الجديد في مدينة العيص خلال اليومين الماضيين، بعودة سكانها إليها، بعد غياب عنها امتد أكثر من ثلاثة أشهر، إثر هزات أرضية ضربت المنطقة خلال تلك الفترة. وتدفقت إليها مركبات الأهالي من المناطق المجاورة، تحمل رايات الفرح، عقب قرار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزبز بالسماح للسكان بالعودة، بعد استقرار الوضع في المنطقة وهدوء الأوضاع. وأخلى أهالي العيص يوم أمس(الخميس) الوحدات السكنية التي استأجرتها لهم وزارة المالية في محافظة ينبع البحر، على أن يكون آخر موعد لتسليم تلك المساكن الساعة الثانية من ظهر اليوم (الجمعة) ، ولن يكون لوزارة المالية وممثليها أي مسؤولية أو التزامات مالية على ما يترتب عن استمرار أي ساكن بعد هذا الموعد. وفي الوقت الذي توافد فيه سكان العيص إلى ديارهم بعد طول غياب، وفق خطة مدروسة مسبقاً بين كل الجهات الحكومية، تدرس لجان عدة أوضاع 102 اسرة من أصحاب المنازل المتضررة، وغير الصالحة للسكن، وتحديد إمكان صرف تعويضات عاجلة لترميم منازلهم بحضور رئيس مركز العيص علي البريكيت. وأوضح قائد قوة مهمة العيص العقيد زهير سيبيه أن فرق الدفاع المدني وضعت اللوحات الإرشادية والتوجيهية في طريق العائدين، إضافة إلى تدخل فرق أمن الطرق لتنظيم السير، وتسهيل الحركة المرورية، وتقديم المساعدة للعائدين على طرق المدينةالمنورة ومدينة ينبع. وأشار العقيد سيبيه إلى أن قرار العودة صدر بناء على التوصيات التي أعلنتها هيئة المساحة الجيولوجية والتقارير المقدمة من قبل الدفاع المدني، لافتاً إلى أنه جرى رفعها لوزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي قرر بالسماح للسكان بالعودة. وأكد سيبيه أن ما يهم الدفاع المدني في هذا القرار وما يخصه من تلك التوصيات، هو منع الأهالي من الاقتراب من حرة الشاقة بوضع دوريات مراقبة، ولوحات إرشادية وعدم الاقتراب أو السكن بالقرب من الحرة بمسافة 20 كيلومتراً من جميع الاتجاهات، موضحاً أن هناك تعاوناً بين الجهات الخيرية بالعيص مثل المستودع الخيري وجمعية البر الخيرية في استقبال الأهالي وتقديم المساعدات والمعونات العينية لهم. وقال سيبيه: «إن عودة الأهالي التي بدأت صباح أول من أمس(الأربعاء)، من المقرر أن تستمر حتى الغد، واستثنى القرار أصحاب المنازل المتصدعة التي تضررت جراء الهزات الأرضية والتي بلغت أكثر من 102 منزل، حفاظاً على سلامتهم، وإجراءات عودتهم ستتقرر في وقت لاحق، بعد اتخاذ الجهات المختصة الإجراءات اللازمة تجاه بيوتهم المتصدعة». من جانبها، سمحت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لجميع سكان العيص بعودتهم إلى منازلهم التي لم تتأثر بالنشاط الزلزالي، وعدم السكن في المباني المتصدعة، أو الآيلة للسقوط والتي تم حصرها خلال الفترة الماضية. وأوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب أن قرار السماح للأهالي بالعودة إلى ديارهم، جاء بعد هدوء الصهارة البركانية، وانخفاض النشاط الزلزالي، حيث صدرت عدد من التوصيات المهمة لرفعها إلى الجهات العليا. وكانت قد صدرت التوجيهات من وزير الداخلية بالموافقة على عودة أهالي العيص، و تبلغت الجهات المعنية والمسؤولون في إمارة منطقة المدينةالمنورة ومحافظة ينبع ومركز الدفاع المدني في العيص بالقرار، على أن تبدأ العودة يوم الأربعاء الموافق 28 شعبان 1430ه،