أعلنت السلطات الصومالية أمس، استعادتها آخر مرفأ تسيطر عليه حركة الشباب الإسلامية المتشددة، ما يحرم الحركة من أبرز مواردها في البلاد التي انحسرت سيطرتها عليها بفضل تدخل عسكري أفريقي. وقال مسؤولون في مقديشو ل «فرانس برس» إن الجيش الصومالي وقوة الاتحاد الأفريقي سيطرا أمس، على باراوي، آخر مرفأ صومالي كبير ومهم في أيدي مقاتلي «الشباب» ويعد مصدر تمويل أساسي لهم. وكان باراوي الهدف الرئيسي المعلن لعملية «المحيط الهندي» التي بدأتها في نهاية آب (أغسطس) الماضي، قوة الاتحاد الأفريقي مع الجيش الصومالي، من أجل استعادة كل البلدات التي يسيطر عليها مقاتلو «الشباب» الذين سعوا إلى الضغط على دول مجاورة بشن هجمات فيها لدفعها إلى وقف مشاركتها في قوة السلام الأفريقية. وقال عبد القادر محمد نور حاكم منطقة شابيل السفلى (جنوب) حيث يقع مرفا باراوي إن «الجيش الصومالي وقوة الاتحاد الأفريقي سيطرا عليه صباح اليوم (أمس)». وأشار إلى أن «الوضع هادئ وأن الناشطين (الشباب) فروا قبل أن تصل القوات إلى المدينة». كذلك صرح المسؤول العسكري الصومالي عبدي ميري بأن «الجيش يسيطر بالكامل» على مرفأ باراوي الذي يبعد 200 كلم جنوب غربي مقديشو. وأوضح عبدي مير إنه «كانت هناك جيوب مقاومة ضعيفة ومكامن نصبها المقاتلون (الشباب) قبل وصولنا الى باراوي، لكن الوضع عاد الى طبيعته وسيطر الجيش تماماً». وإضافة إلى المرفأ، تعتبر مدينة باراوي عاصمة حركة «الشباب» وآخر معاقل الحركة، ما يعني ان السيطرة عليها، وجه ضربة قاسية للمتشددين بعد شهر على مقتل قائدهم احمد عبدي غودان بغارة جوية أميركية. ويعتبر سقوط باراوي وهي منطقة جديدة تتم السيطرة عليها من دون معارك، نكسة خطرة للحركة التي اعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة». وقال مراقبون ان مقتل غودان وخسارة باراوي، ضربتان شديدتان ونكستان لم تمنَ الحركة بمثلهما حتى لدى دحرها من العاصمة مقديشو في هجوم لقوة «اميصوم» الإفريقية. واستخدمت حركة «الشباب» المتشددة مرفأ باراوي لتصدير الفحم النباتي في اتجاه دول الخليج، الأمر الذي عاد بتمويل أساسي على الحركة التي طردت عسكرياً من مقديشو ثم من معظم معاقلها منذ آب 2011. وتفيد تقديرات الأممالمتحدة أن تجارة الفحم النباتي انطلاقاً من باراوي كانت تدر 25 مليون دولار سنوياً. وشهدت الصومال حرباً أهلية من دون سلطة مركزية فعلية منذ عام 1991. ومع انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً في عام 2012 في اختتام عملية أيدها المجتمع الدولي، وتعرض مقاتلي حركة «الشباب» إلى هزائم عسكرية، برز أمل بإرساء الاستقرار في البلاد. وكان الرئيس الصومالي وجه يوم الجمعة الماضي، نداء ملحاً من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، لجمع 500 مليون دولار لبلاده التي أكد أنها تتعافى. وقال أمام الجمعية العامة إن «الوضع الإنساني في الصومال ما زال خطراً للغاية». وذكر بأن 3,2 من أصل 7,5 ملايين صومالي بحاجة للمساعدة وبأن أكثر من مليون يعانون سوء تغذية خطراً. وأشار شيخ محمود إلى أن بلاده لم تعد دولة فاشلة بعدما نجحت في طرد حركة الشباب من معظم المناطق في جنوب البلاد ووسطها. وقال: «ما زلنا بالتأكيد غير محصنين ولكننا لم نعد محطمين». لكنه أقر بأن الصومال ما زالت تخشى أن تصبح مجدداً ملاذاً وقاعدة عمليات لمنظمات متطرفة مثل «داعش».