يُرجّح أن يواجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يقدم اليوم إلى مجلس الشورى (البرلمان) تشكيلة حكومته الجديدة، صعوبات في إقناع المجلس بمنح وزرائه الثقة، خصوصاً ان المحافظين الذين يشكلون الغالبية في البرلمان، ابدوا امتعاضهم من رفض نجاد مشاورتهم حول التشكيلة، كما اعتبروا إعلانه أسماء 6 وزراء الأحد الماضي، «وسيلة ضغط على البرلمان» الذي يرى أن بعض المرشحين لا يستوفون الشروط المطلوبة. جاء ذلك في وقت أكد مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، ادعاء المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي حول اغتصاب متظاهرين احتُجزوا خلال الاحتجاجات. وقال ان السلطات الإيرانية «طلبت ممن تعرضوا للاغتصاب وسوء معاملة في السجون، إبراز 4 شهود (لإثبات صحة ادعائهم). ومرتكبو هذه الجرائم هم عملاء النظام». وأضاف موسوي في رسالة وجهها الى كروبي ونشرها موقع إلكتروني إصلاحي: «يهددون المعتقلين كي يلتزموا الصمت. لا يمكن استرضاء المضطهدين، من خلال المال والقوة». وزاد: «أُشيد بشجاعتكم ويحدوني الأمل بأن ينضم رجال دين آخرون لتعزيز جهودكم. الواجب الرئيسي لرجال الدين الثوريين، يتمثل في التعبير عن الحقائق، لكن بعضهم أغمض عينيه وتجاهل هذه المسؤولية». وفي السياق ذاته، أرجأت محكمة الثورة في طهران الجلسة الرابعة لمحاكمة متهمين بالمشاركة في الاحتجاجات، والتي كانت مقررة اليوم، الى الثلثاء المقبل، «في ضوء طلب محامي المتهمين منحهم أسبوعاً لمزيد من درس الملفات ولقاء المتهمين» كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وأفاد موقع إلكتروني إصلاحي بأن الصحافي والناشط الإيراني أحمد زيدابادي أُدخل المستشفى، بعد إضرابه عن الطعام 9 أيام احتجاجاً على احتجازه ومحاكمته بتهمة المشاركة في الاضطرابات. تزامن ذلك مع إعلان علي رضا حسيني بهشتي كبير مساعدي موسوي، ان كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي سيكونان عضوين في اللجنة المركزية لتنظيم «طريق الأمل الأخضر» الذي أسسه موسوي. وكان لافتاً أمس، نفي طهران توسّط دمشق للإفراج بكفالة عن الفرنسية كلوتيلد ريس المتهمة بالمشاركة في التظاهرات. ونقلت «إرنا» عن «مصدر مطلع» في الخارجية الإيرانية «نفيه نبأ بعث الحكومة الفرنسية برسالة لإيران بوساطة سورية، حول ريس». جاء ذلك فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الدور السوري. وقال: «كان من الطبيعي تماماً بما أن سورية مقربة جداً من إيران، أن نعبر أيضاً من خلال سورية لمحاولة نقل رأينا الى السلطات الإيرانية». وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شكر سورية على دورها في إطلاق ريس والإفراج بكفالة عن نازك افشر الموظفة الفرنسية-الإيرانية في السفارة الفرنسية في طهران، والتي اعتُقلت لمشاركتها في التظاهرات. وعلى صعيد التشكيلة الحكومية التي سيقدمها نجاد الى البرلمان اليوم، اعتبر النائب المحافظ احمد توكلي ان كشف الرئيس الإيراني عن أسماء 6 وزراء، بعضهم يشكل تحدياً للمحافظين، «وسيلة ضغط للحكومة على البرلمان». وقال: «بالنظر الى الأسماء الستة المقترحة، يُمكن ان نفترض ان الحكومة المقترحة لن تستوفي شروط حكومة فعالة وهذا ليس مؤشراً جيداً». وحض علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، نجاد على اختيار وزراء «مناسبين»، لتجنب تعديل الحكومة مستقبلاً، كما فعل مراراً خلال ولايته الرئاسية الأولى. وقال ان على نجاد ان يبدي اهتماماً خاصاً بحقائب الاستخبارات والداخلية والدفاع، موضحاً ان «المعينين في تلك المراكز الحساسة يجب ان يتمتعوا بالكفاءة اللازمة». وانتقد النائب المحافظ البارز غلام رضا مصباحي مقدم، رفض نجاد مشاورة البرلمان حول أسماء الوزراء. وقال: «لو فعل ذلك، لكان أثّر إيجاباً» على منح الوزراء الثقة. على صعيد آخر، نفى المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، أن يكون أكد استعداد طهران للتفاوض مع الغرب «من دون شروط مسبقة» حول برنامجها النووي. وقال إن «السياسات الأساسية لإيران لم تتغّير وتتمثل في مواصلة النشاطات النووية السلمية، في إطار التعاون مع الوكالة الذرية».