أكد الرئيس بشار الأسد دعم «كل ما من شأنه تعزيز أمن العراق واستقراره والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً»، في حين نوه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بجهود سورية ل «دعم الاستقرار» في بلاده. جاء ذلك خلال محادثات الأسد والمالكي في دمشق أمس، حيث استعرضا الاتفاقات الموقعة بين البلدين وأهمية وضع آليات لضمان تنفيذها، إضافة الى البحث في «سبل بناء علاقات وتعاون استراتيجي شامل». وكان المالكي وصل إلى دمشق صباح أمس، في ثاني زيارة له منذ آب (أغسطس) 2007، وذلك تلبية لدعوة من نظيره السوري محمد ناجي عطري. وعقد معه محادثات بحضور وزراء مسؤولين عن الشؤون الاقتصادية والنفطية والمائية والأمن الوطني، قبل لقائه الأسد. وأفاد ناطق رئاسي أن الأسد بحث مع المالكي في «التعاون الثنائي بين سورية والعراق وأهمية الارتقاء به في جميع الميادين، خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وكل ما من شأنه تأمين مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، واستقرار المنطقة في شكل عام». وانه جرى «استعراض الاتفاقات الموقعة بين سورية والعراق وأهمية وضع الآليات المناسبة لضمان تنفيذها وتم بحث سبل بناء علاقات وتعاون استراتيجي شامل بين البلدين الشقيقين». وكان موضوع توقيع اتفاق استراتيجي بحث خلال زيارة عطري لبغداد في نيسان (أبريل) الماضي، إذ جرى تكليف وزارتي الخارجية إعداد مسودة الاتفاق. وفيما جدد الأسد أمس «دعم سورية للعراق في كل ما من شأنه تعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً ودعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لإنجاح العملية السياسية»، عبر المالكي عن «الأمل في أن تسهم زيارته في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين خدمة لمصالحهما المشتركة»، معرباً عن «تقديره للدور الإيجابي الذي تقوم به سورية من أجل دعم الاستقرار في العراق». وجرى أيضاً بحث «المستجدات على الساحة الإقليمية وضرورة تكثيف الحوار والتشاور والتنسيق بين البلدين حيالها»، وذلك خلال اللقاء الذي حضره نائب الرئيس فاروق الشرع وعطري، ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف، ووزير الخارجية وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، ووزير النفط سفيان علاو. وحضر من الجانب العراقي وزراء النفط حسين الشهرستاني، والموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد، والتجارة صفاء الدين صافي، والأمن شيروان الوائلي، والناطق باسم الحكومة علي الدباغ. وكان مقرراً أن يلتقي المالكي عدداً من زعماء العشائر والمثقفين والشخصيات العراقية لحضهم على العودة الى بلادهم. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن المالكي قوله عشية وصوله الى دمشق، ان محادثات مع الجانب السوري ستتناول «التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب الذي لا يمثل تحدياً للعراق فحسب، بل يشكل تهديداً لدول المنطقة جميعاً لأن الإرهاب لا يوجد له حدود». وكان الأسد استقبل المالكي في مقر إقامته على هامش القمة العربية في الدوحة في آذار (مارس) الماضي. وقال المالكي أمس ان محادثاته في سورية «استمرار لزيارات عدة تم خلالها التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم ومداولات لحل مشكلات قديمة»، موضحاً أن «الزيارة على رغم أنها سريعة وليوم واحد فإنها تهدف لدعم وتطوير الاتفاقات الموقعة». ونقلت صحيفة «تشرين» الحكومية عنه قوله ان سورية مدعوة للاستثمار في العراق وان الرغبة موجودة لإقامة مناطق حرة وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، لافتاً الى ان الوضع الأمني في العراق «متين ولا يخشى عليه (...) ولم تعد هناك فرصة للإرهاب والإرهابيين في أن يسيطروا على جزء من الأرض العراقية. وهذا مؤشر إلى نمو وقوة القوات العراقية».