يركّز الخط الثالث من التشاؤم على ما يُلمس في الحياة اليومية. مثلاً، عرفت التقنيات المستخدمة في المطبخ ثورة في القرن العشرين، مع تمديدات الماء والكهرباء والثلاجة والميكرووايف والمُجمّدة وغيرها. لكن شيئاً أساسيّاً في التقنيات المستعملة في المطبخ لم يتغيّر نوعياً منذ أربعين عاماً. ما هو الاكتشاف الأساسي المتّصل بالنقل برّاً وجوّاً، بعد محركات الاحتراق الداخلي والمحرّكات النفّاثة والتغييرات المتّصلة بهما؟ تقريباً لا شيء، سوى «قطارات الجاذبية» («تي جي في» TGV) التي ما زالت محدودة تماماً، عدا عن الحقيقة المؤلمة بأن تقنية النقل الجوّي الأسرع من الصوت أُسقِطَت كلياً مع مأساة طائرات الكونكورد! هنالك من يعترض مُشيراً إلى أن سرعة الحواسيب زادت بصورة مذهلة مقابل ركود الزيادة في سرعة النقل الجوي، ما يعني أن الحديث عن «ركود» يتوقف على وجهات النظر في المقارنة بين أهمية الطائرة والكومبيوتر. ثمة من يردّ بالإشارة الى أن الأرقام لا تُظهر أثر الكومبيوتر والانترنت على الاقتصاد الكلي، بمثلما فعلت الطائرة والقطار والسيارة. ويُذكّر هؤلاء بأن الكومبيوتر والانترنت برهنا على أهميتهما للاقتصاد الكليّ في تسعينات القرن الماضي، لكنه أثر تبدّد سريعاً. دليل؟ على رغم النمو المذهل لاستخدام «غوغل» و «سكايب» و «فايسبوك» و«تويتر» وغيرها، لم تتحسّن انتاجية الاقتصاد الأميركي منذ 2004، بل أنها تعاني ركوداً أشد بؤساً مما شهدته منذ سبعينات القرن الماضي إلى تسعيناته المُبكّرة!