نقلت إحدى مدارس المدينةالمنورة أمس، طالباً إلى طوارئ مستشفى الملك فهد وهو يعاني من آثار ضرب مبرح وكسور وجروح عميقة في أجزاء متفرقة من جسده، ناتجة من «عنف أسري» متكرر منذ أشهر، إذ لاحظت إدارة المدرسة سوء الحالة النفسية للطالب بشكل يومي. عادل هو طفل (يمني) يبلغ من العمر تسعة أعوام، ويدرس بالصف الثالث ابتدائي في إحدى مدارس حي العنابس، إذ إنه دائماً ما يحضر إلى مدرسته وهو يحمل جروحاً في أنحاء متفرقة من جسده لفترة طويلة، وبرغم الأسئلة المتكررة من جانب معلميه عن أسباب هذه الجروج إلا أنه يتحجج بأنها ناتجة من سقوطه أو عبثه بالألعاب. أعذار (عادل) لم تقنع إدارة مدرسته، فالجروح تزداد يومياً، الأمر الذي دعا معلميه إلى محاصرته بالأسئلة حتى انهار بالبكاء وأبلغهم أن والده الذي يسعى حالياً إلى نيل شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، هو من يعتدي عليه بالضرب المبرح يومياً من دون مبرر حتى أصبح جسده مثقلاً بالآلام والجروح. وأمام ذلك عمد مدير المدرسة سالم التويجري إلى نقل الطالب (المعنف) إلى طوارئ مستشفى الملك فهد، وبعد إجراء الفحوصات الأولية تمت إحالته إلى مستشفى الولادة لاستكمال برنامجه العلاجي. وقال الطفل (المعنف) ل «الحياة»: إن والدي دائماً ينهال علي بالضرب ولا تخلصني منه سوى خالتي، لقد قام بكسر يدي وضربي مرات عدة، أخفيت ذلك عن المعلمين حتى لا يستهزئ بي الطلاب، وأريد الآن السفر إلى اليمن لأعود إلى أحضان والدتي، لأن والدي لا يرحمني ولا يعطف علي. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام ل«الحياة» أن مركز شرطة العقيق تلقى بلاغاً من مكتب شرطة مستشفى الملك فهد عن وجود طالب برفقة مدير مدرسته وعلى جسده آثار جروح وضرب. وأشار إلى أنه تم استدعاء والد الطالب للتحقيق معه، إذ أفاد أنه كان يضربه بقصد التأديب فقط، مضيفاً أن (المعنف) يتلقى العلاج حالياً، فيما تم توقيف (المدعى عليه) لدى مركز الشرطة لاستكمال ملف التحقيق، إذ سيمثل قريباً أمام هيئة التحقيق والادعاء العام وفق الإجراءات المتبعة في هذا الشأن. وفي المقابل، زار وفد من إدارة تعليم المنطقة أمس، (الطالب) خلال تلقيه العلاج في مستشفى الملك فهد، مثمناً لإدارة المدرسة تعاملها الإيجابي مع مثل هذه الحالات والتي فيها حفظ للأرواح ومساعدة للطلاب من أي أذى.