وُضعت كبيرة أطباء ليبيريا، برنيس دان، التي تمثل أعلى سلطة طبية في البلاد، في الحجر الصحي في مونروفيا، بعد وفاة مساعدها بحمى "إيبولا" النزفية، وفق ما أفادت اليوم (الأحد) مصادر طبية ليبيرية وإغاثية. وبعد وفاة مساعد كبيرة الأطباء، يوم الخميس الماضي، قررت برنيس دان دخول الحجر الصحي لمدة 21 يوماً (أطول فترة حضانة للفيروس)، مع الموظفين العاملين في إدارتها. وليبيريا هي أكثر البلدان تضرراً بوباء "إيبولا"، المنتشر في غرب أفريقيا، حيث سجلت فيها "منظمة الصحة العالمية" 3458 إصابة، قضى منهم 1830 حتى 23 أيلول (سبتمبر). ومن مجموع 6574 مصاباً ب"إيبولا"، في خمسة بلدان في غرب أفريقيا، تُوفي 3093 شخصاً، وفق المنظمة. وأوضح مسؤول في منظمة الصحة العالمية، مفضلاً عدم كشف هويته، أن في مونروفيا "تحرق خمسين جثة يومياً، لكننا نقدّر أن ما بين عشرين إلى ثلاثين في المئة منهم غير مصابين بإيبولا"، أي ما يعادل حصيلة ما بين 35 إلى 40 وفاة بالفيروس، يومياً، في العاصمة. وأضاف "أن العدد يرتفع شيئاً فشيئاً، ولا يتعلق الأمر إلا بحالات مسجلة رسمياً، في حين ما زال بعض الناس يدفنون موتاهم سراً، أحياناً في حدائقهم". وأفادت دراسة من المركز الفدرالي الأميركي للمراقبة والوقاية من الأمراض، بأن فقط أربعين في المئة من حالات "إيبولا" مسجلة رسمياً في ليبيريا وسيراليون. وأفادت دراسة ل"منظمة الصحة العالمة" بأن نسبة الوفيات تبلغ سبعين في المئة بين المصابين بالوباء. وفي ليبيريا، التي لم تتعافَ بعد من حربين أهليتين متتاليتين بين 1989 و2003، "انهار تماماً" النظام الصحي، الذي كان لا يزال في بداية تكوينه، قبل انتشار الوباء، وكان يضمّ أقل من مئة طبيب، وتقريباً ألف ممرض، في ذلك الوقت، وفق المسؤول في منظمة الصحة العالمية.