احتفل اليمن باليوم العالمي للشباب بنشاطات لافتة، بدا أنها تؤشر الى إمكان كسر الجمود الذي بقي يطبع تعاطي غالبية الشباب اليمني ومؤسساته مع مثل هذه المناسبات. وشهدت صنعاء الأربعاء الماضي يوماً مفتوحاً تضمن عدداً من النشاطات الرياضية والثقافية والتوعوية. وفي الاحتفالية التي تبنتها منظمة رعاية الأطفال بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ومنظمة اليونيسيف وصندوق الأممالمتحدة للسكان والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومركز إعلام الأممالمتحدة. شارك شبان وشابات في ماراثون سباق مسافة 8 كلم للشباب و2 كلم للفتيات. كما ضم اليوم المفتوح عروضاً للكشافة والمرشدات ومرسماً حراً. وكانت لافتة مشاركة بعض شباب الجالية الصومالية في اليمن في الاحتفال. وفي الخيام التي نصبت في حديقة السبعين عرض عدد من المؤسسات المعنية منتجات حرفية من صنع المشاركين فيما وزع شبان وشابات ملصقات وبروشورات وكتيبات تخص بعض المنظمات مثل «مبادرة الصفوة للتوعية بأضرار المخدرات والإدمان» و «منظمة سياج لحماية الطفولة» و«مؤسسة اليمن للتدريب بهدف التوظيف». ومن الملصقات والكتيبات التي وزعت ما يتعلق بالدعوة إلى المشاركة في الحملة العالمية لمكافحة المخدرات، كما تم تدشين موقع برنامج سراج على شبكة الانترنت www.sirajnet.org. وكان برنامج «نسيج» نظم ورشة عمل خاصة بشركائه في اليمن، استهدفت تعريف21 مشاركاً يمثلون سبع منظمات مجتمع مدني من صنعاء وعدن وتعز، بآلية العمل والشراكة في العمل الشبابي التنموي، إلى جانب تعزيز التواصل والتشبيك بين شركاء المنظمة. وبرنامج «نسيج» هو الإطار لمبادرة التنمية الشبابية المجتمعية ويتبع منظمة رعاية الأطفال ويعد جزءاً من برنامج إقليمي يغطي 5 دول عربية هي الأردن، مصر، فلسطين، لبنان واليمن. وبحسب القائمين على البرنامج قدم «نسيج» خلال العام 2007 دعماً لاحدى عشرة منظمة شبابية في اليمن ربطت بالجمعيات المثيلة في الوطن العربي من خلال العديد من النشاطات الإقليمية. من جانبه نظم المجلس الاستشاري الشبابي التابع لمؤسسة تنمية القيادات الشابة حلقة نقاش ضمت عدداً من الشباب وممثلي منظمات مجتمع المدني واستهدفت مناقشة المشاكل والعقبات التي تحول دون تمكن مؤسسات المجتمع المدني من الوصول الى أكبر عدد ممكن من الشباب والأسباب التي تجعل كثيراً من المعنيين لا يعرفون شيئاً عن بعض المنظمات. كما توافرت الحلقة على حائط للتعليقات عن يوم الشباب العالمي وعن قضاياهم وهمومهم بالإضافة إلى مسابقة لكتابة موضوعات شبابية، أو فكرة مشروع شبابي. وبدا أن احتفالية الشباب اليمني هذا العام باليوم العالمي للشباب تشي بإمكان كسر جمود الشباب اليمني وعدم تفاعله مع المناسبات المتعلقة به مثل اليوم الوطني للشباب. وقالت مروة (19 سنة): «للمرة الأولى أشعر أن هناك فعلاً يوماً عالمياً للشباب يحتفى به». وتابعت الطالبة في ثانوية خديجة في صنعاء: «على رغم أن الحضور لم يكن كبيراً، ربما بسبب عدم وجود تغطية إعلامية، كافية بيد أن الحدث يبقى مهماً ويمكن أن يقود إلى تنفيذ نشاطات أكبر في السنوات المقبلة». إلى ذلك، أعلن ملتقى المرأة للدراسات والتدريب (WFRT) أنه شرع في تأسيس جمعية تعاونية لشباب الريف في محافظة تعز تضم 30 من الشبان والشابات الحاصلين على قدر من التعليم ويمثلون 11 قرية في مديرية المعافر وسيشكلون أعضاء الجمعية العمومية للجمعية والمنتفعين منها. وذكر بلاغ صحافي صادر عن الملتقى أنه تم رصد موازنة أولية تقدر بثلاثة ملايين ريال يمني ستوزع على شكل أسهم لأعضاء الجمعية الذين قدموا مشاريع ناجحة لبرنامج دعم شباب الريف الذي ينفذه ملتقى المرأة بالتعاون مع الشركة اليمنية للغاز بغرض زيادة دخل الشباب العاطل من العمل وتطوير مهاراته.