في غرّة ذي الحجة من كل عام، يتسلم سدنة بيت الله الحرام كسوة الكعبة المشرفة الجديدة، في مشهد يتقاسم التوقيت نفسه منذ أزمان مضت، إذ بدأ هذه الخطوة «تبع أبى كرب أسعد» ملك حمير، فكان أول من كسب شرف كسوة الكعبة عام 220 قبل الهجرة، واستمر التسابق لنيل شرف كسوة قبلة المسلمين، حتى أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود أمراً ملكياًَ بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة في عام 1927. وفي الوقت الذي تلبس فيه الكعبة ثوبها، يتم تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام تمهيداً لتركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، بعد أن أنشأت السعودية عام 1977 مصنعاً جديداً لكسوة الكعبة في أم الجود. وسلّم أول من أمس (الخميس)، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، كسوة الكعبة المشرفة لوكيل كبير سدنة بيت الله الحرام الدكتور صالح الشيبي، جرياً على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام. وأوضح الدكتور السديس أن هذه مناسبة عظيمة تتم في كل عام في غرة شهر ذي الحجة يتم فيها تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام تمهيداً لتركيبها على الكعبة المشرفة. وأشار إلى أن تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة على مدى العصور الماضية وصولاً إلى العهد السعودي الذي تطورت فيه صناعة كسوة الكعبة المشرفة من خلال إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة، تديره أيد سعودية مدربة تتشرف بالحياكة والإعداد والصباغة والنسيج والتصميم والطباعة والتطريز والاختبار والتجميع حتى التسليم والتركيب. بدوره، بيّن المدير العام لمصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة أن مصنع كسوة الكعبة تم تزويده بأحدث وأفضل الآلات والمعدات والطاقات البشرية، مضيفاً أن أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة أنشئ في عام 1346ه بأمر الملك عبدالعزيز وانتقل إلى موقعه الحالي بأم الجود عام 1397ه بعد تجهيزه بأحدث التقنيات آنذاك، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتواصل الاهتمام، إذ صدرت أخيراً تأكيدات رسمية بأن أبناء هذا المصنع سينالون كل عناية ورعاية من خلال تطوير أنظمة صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتقنياتها. يذكر أن كسوة الكعبة تستهلك 670 كيلو غراماً من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب 658 متراً مربعاً، ويتكون من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 متراً بعرض 95 سم، وتبلغ كلفة الثوب الواحد للكعبة حوالى 17 مليون ريال سعودي؛ هي كلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب، ويبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملاً وموظفاً وفنياً وإداريًّاً.