توقع رئيس قطاع الرعاية الصحية في شركة «جنرال إلكتريك» العالمية جون دينين، أن يشهد قطاع الصحة وصناعة المعدات الطبية في منطقة الشرق الأوسط نمواً قوياً خلال السنوات المقبلة، في وقت أعلن معظم دول الخليج عن خطط ضخمة لبناء مستشفيات ومراكز صحية متطورة وتوسيع المرافق الحالية. وأكد في تصريح إلى «الحياة»، على هامش «معرض ومؤتمر الصحة العربي» المنعقد في دبي، أن «سوق الأجهزة الطبية في المنطقة العربية يشهد تطوراً ملحوظاً ونمواً استثنائياً نتيجة النمو السكاني والتوسع العمراني وزيادة الاستثمارات الحكومية في مجال الرعاية الصحية، إضافة إلى انتشار الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، مثل السكري وضغط الدم والسمنة والسرطان». وأكد خلال حوار شارك فيه الرئيس التنفيذي للشركة في منطقة الشرق الأوسط وباكستان ماهر أبوزيد، أن «سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تُعتبر من أهم الأسواق العالمية الجاذبة للاستثمارات في الرعاية الصحية، كما أن عوامل عدة تساهم في تسريع عجلة نمو القطاع، أبرزها زيادة الاستثمارات الحكومية الفعالة في هذا المجال ومبادرات التطوير من قبل الحكومات». وقدَّر أبو زيد أن «استثمارات دول المنطقة في القطاع الصحي بلغت 3.8 بليون دولار من إجمالي الناتج المحلي الذي يقدر ب2.5 تريليون دولار» مشيراً إلى أن القطاع في المنطقة ينمو سنوياً ب 11 في المئة». وتوقع تقرير أصدرته شركة «سيرنر» خلال المعرض ارتفاع معدل الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط إلى 60 بليون دولار بحلول عام 2025، في ظل حاجة تلك الدول إلى أكثر من 140 مستشفى، أي ما يعادل 30 ألف سرير إضافي بحلول عام 2020 لتلبية الطلب المتزايد، في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن دول الخليج فقط استثمرت نحو 26 بليون دولار في مشاريع الرعاية الصحية عام 2011. وأوضح دينين خلال المعرض الذي يحضره أكثر من 80 ألف طبيب وعامل في مجال الرعاية الصحية من العالم وتشارك فيه 3500 شركة عارضة وأكثر من سبعة آلاف مسؤول في القطاع، أن «استثمارات جنرال الكتريك في السعودية فقط تصل إلى بليون دولار»، في حين توقع خبراء أن تصل موازنة الرعاية الصحية في المملكة إلى نحو 21.3 بليون دولار خلال عامي 2012 و2013. ووضعت سلطنة عُمان خططاً لتطوير مدينة للرعاية الصحية قرب مسقط بموازنة تتراوح بين 774 مليون وبليون دولار، بينما أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن موازنة تصل إلى أربعة بلايين دولار للرعاية الصحية، بزيادة نسبتها 100 في المئة مقارنة بها قبل خمس سنوات. وتوقع أبوزيد أن تحتاج المنطقة، خصوصاً دول الربيع العربي، إلى مزيد من المعدات الطبية خلال المرحلة المقبلة بسبب الدمار الذي شهدته البنية التحتية في قطاع الصحة في الدول التي تشهد اضطرابات، مؤكداً أن هناك فجوة كبيرة بين إنفاق الحكومات الغربية على القطاع وإنفاق دول منطقة الشرق الأوسط، على رغم الاستثمارات الضخمة التي ضختها دول المنطقة في القطاع خلال السنوات الماضية، ففي حين تصل استثمارات الدول الغربية إلى ما بين 11 و12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، فإنها لا تتجاوز 3.7 في المئة في المنطقة. وعن التحديات التي تواجهها المنطقة في هذا القطاع، أكد دينين أنها تحتاج إلى بنية تحتية طبية والى تدريب كوادر، إلى جانب الحصول على تكنولوجيا طبية حديثة، مشيراً إلى أن «جنرال إلكتريك» تتعاون مع معظم الحكومات في المنطقة في قطاع الأجهزة والتدريب والتكنولوجيا الطبية، إضافة إلى اتفاقات تعاون لتطوير مشاريع طبية مع القطاع الخاص والعام».وإلى جانب ضخ الشركة استثمارات قيمتها بليون دولار في القطاع الصحي في المملكة في أيلول (سبتمبر) الماضي، فإنها تعاونت أخيراً مع دوائر وزارة الصحة العراقية لافتتاح «مركز خدمات جنرال إلكتريك للرعاية الصحية» في بغداد لتلبية حاجات شبكة مستشفيات وزارة الصحة من الأجهزة والتقنيات الحديثة.