يصطف عشرات الأشخاص كل يوم عند الظهر أمام مدخل مطعم صغير في هونغ كونغ حاصل على نجمة من دليل ميشلان ويقدم إلى زبائنه أطباقا فاخرة بأسعار منخفضة. وحصل هذا المطعم المسمى "هو هونغ كي" والذي يقصده أبناء المنطقة بالاضافة الى السياح على نجمة من ميشلان منذ العام 2011، وهو يقدم أطباقا خاصة من جنوب الصين بدءا من 35 دولارا محليا (3,40 يورو). وتماما كمئات المطاعم الصغيرة في هونغ كونغ المسماة "تشا تشان تنغ" باللغة المحلية، يقدم هذا المطعم المتواضع أطباقا بسيطة ترتكز على شرائط المعكرونة والأرز، مثل طبق من المعكرونة الرفيعة المحشوة بلحم الخنزير والقريدس، وعصيدة من الأرز تقدم مع طبق مرافق. وتتسع الصالة لخمسين زبونا تقريبا، وتقضي القاعدة السائدة في المطعم بتشاطر الطاولة مع زبون مجهول. ويبدأ الطهاة بالعمل في وقت باكر جدا فيحضرون القريدس ويحشونه في المعكرونة لتأمين خدمة جيدة لنحو ألف زبون يومي يستقبله هذا المطعم العائلي الذي أبصر النور في الأربعينات على شكل كشك صغير في الشارع ثم انتقل إلى مبنى فعلي سنة 1964. تدعى المالكة الحالية باتي هو وهي زوجة ابن مؤسسي المطعم، وقد قررت عدم تغيير الأطباق الأصلية لأنها تريد أن يختبر زبائنها "ثقافة تقليدية في الطبخ". وتقول المديرة لوكالة فرانس برس إن "المطاعم الحديثة عدلت طريقة تحضير المعكرونة وباتت مثلا تستخدم القريدس دون سواه. لكننا لا نزال نعد الطبق الأصلي الذي يحتوي على لحم الخنزير". وهي تعتبر أن نجاح المطعم يعزى إلى احترامه تقاليد الطبخ. وسنة 2011، غمرت الفرحة موظفي المطعم عندما علموا بأنه حصل على نجمة من دليل ميشلان. وتقول باتي هو إنها عندما علمت بأن "مطعما صغيرا مثل مطعمنا حصل على نجمة من ميشلان، شعرت بأن ذلك هو اعتراف بتقاليد مطبخية خاصة بهونغ كونغ". ويقول المواطن الثلاثيني جوردان موك "رأيت الطابور امام مدخل المطعم، ثم ألقيت نظرة على قائمة الطعام ورأيت أن الأطباق كلها هي أطباق خاصة بهونغ كونغ، ولذلك أردت أن أجربها". ومن المطاعم الأخرى المتواضعة جدا والحاصلة على نجمة من ميشلان مطعم "تيم هو وان" الذي يقدم أطباقا صغيرة متنوعة مقابل 3 و5 يورو، ومطعم "بانغز كيتشن" الذي تشمل أطباقه أمعاء السمك المشوية وحساء الأفاعي المطلوبة جدا في المنطقة. وقال مايكل إليس، المدير الدولي لدليل ميشلان، لوكالة فرانس برس بمناسبة تقديم الدليل الخاص بهونغ كونغ/ماكاو في كانون الأول/ديسمبر إن تناول الاطباق الفاخرة بأسعار منخفضة "ممكن في هونغ كونغ وحدها، بناء على خبرتي". وأضاف أن "المشهد مختلف طبعا عما نراه في المطاعم الحاصلة على نجمة في أوروبا. فهنا، على الزبائن أحيانا الانتظار في الصف والجلوس في صالة مزدحمة وغسل عيدان الأكل في وعاء من الماء الساخنة... لكن الطعام فريد من نوعه". وأشار إلى أن هونغ كونغ هي المكان "الأقل كلفة" في دليل ميشلان وأن الطهاة يعرفون كيف يرفعون الطعام إلى مستوى عال. وقد افتتح "هو هينغ كي" فرعا آخر في مركز تجاري جديد لاستقبال الأعداد الهائلة من الزبائن الأجانب. ويقدم هذا الفرع أطباقا أكثر تنوعا من تلك المتوافرة في المطعم الأصلي، لكن الأسعار هي نفسها، على ما تؤكد المديرة باتي هو.