ماذا يعني أن يشاهد الكل مبنى حكومياً يتبع لوزارة الداخلية في حال يرثى لها من السخرية؟ بعد أن كسا بعض الصبية والمراهقين جدرانه بعبارات كاريكاتورية وأخرى مسيئة، وثالثة نابية لا تليق بما يقدمه رجال المرور خصوصاً وأن الكثيرين لا يعتقدون أن حل مشكلة قسم مرور النسيم شائك أو صعب المنال، فمعاناته من التشوهات التي تطاول جدرانه بين الفينة والأخرى يمكن أن تتوقف بقليل من كاميرات المراقبة وتشديد العقوبات ضد أولئك العابثين «يبدو أنه حان الوقت لبعض الدوائر الحكومية أن تنشر تحذيراً بعدم اصطحاب الأطفال خلال مراجعتها»، هكذا علّق ساخراً سالم العنزي الذي يسترزق من تسديد جميع الرسوم التي يحتاج إليها مراجعو مرور النسيم في الرياض، مبدياً في الوقت نفسه انزعاجه من الألفاظ الخادشة للحياء التي تملأ جدران مرور النسيم. وبينما اعتاد معظم سكان الحي على ذلك المشهد بحسب بعض المارة الذين تحدثوا إلى «الحياة»، إلا أن آخرين وخصوصاً المراهقين لايترددون في الاقتراب من جدران قسم مرور النسيم الذي أصبح يلقب بمرور «المنسمين» في حال لمحو أي تغييرات في العبارات التي أصبحت مألوفة لديهم، مثل تصوير مراجع يقرأ المعوذات وينهر ابنه ويأمره بانتظاره في السيارة. من جانبه، أكد أحد العاملين في المركز «فضل عدم ذكر اسمه» أنه لا يستغرق الأمر بضعة أيام بعد كل مرة يتم فيها طلاء الجدران، لتعود العبارات المخلة والألقاب المسيئة وغيرها مما يدّونه المراهقون بحسب اعتقاده، وقال: «لا يقتصر الأمر على قسم المرور فقط، إذ تم طلاء الجدران تطوعاً أكثر من مرة، ولكنها تعود كل مرة أسوأ مما سبقها». ومن جهتهم، طالب عدد من المواطنين الجهات الرسمية بالتدخل وإيجاد حل للمشكلة، خصوصاً وأن قسم مرور النسيم يعرف ازدحاماً شديداً، ليس بسبب قربه من معارض وحراج سيارات النسيم فقط، إذ يقصده مراجعون من خارج المعارض لما يتمتع به من سمعة جيدة في سرعة وسلاسة خدمة المراجعين. أما المواطن فهد الغامدي فقال: «قد تكون عبارة مرور المنسمين مضحكة، ولكن هناك عبارة في غاية البذاءة، إذ وصل الأمر أيضاً إلى تسجيل أرقام هواتف خاصة»، وأضاف: «لا أعتقد أن معالجة المشكلة والقضاء على هذه الظاهرة يحتاج إلى دراسة أو خبراء أو حتى مختصين، إذ إن وضع كاميرات مراقبة أو حراسته مع إنزال عقوبات رادعة بحق كل من يتورط في العبث بالجدران، خصوصاً وأننا نتحدث عن مبنى حكومي يتبع وزارة الداخلية، فإن التعامل مع المشكلة بحزم واهتمام أكبر من شأنه القضاء على المشكلة».