شعرت اللاعبات القطريات بالإهانة لعدم السماح لهن بالمشاركة في منافسات كرة السلّة ضمن اسياد اينشيون 2014 بكوريا الجنوبية بسبب ارتداء الحجاب. واضطر منتخب قطر إلى الانسحاب من الدورة أول من أمس (الأربعاء) بسبب عدم سماح الاتحاد الدولي للعبة للاعبات القطريات المحجبات بالمشاركة في المباراة التي كانت ستجمعه مع نظيره المنغولي، فاعتبر خاسراً بنتيجة (صفر-20). وقالت قائدة المنتخب القطري آمال محمد صالح (34 عاماً) والتي تلعب كرة السلة منذ 11 عاماً في تصريح لوكالة «فرانس برس» أمس (الخميس): «كنّا مستعدات للدورة، ولكن فوجئنا في الملعب بأنه لا يمكننا المشاركة، وكأنه إهانة لنا أن نشارك بالحجاب». وتابعت: «في حال زار مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة السلة قرية الرياضيين سيرون العديد من اللاعبات المسلمات المحجبات، فكيف يتقبلون مشاركتنا ولا يتقبلون ديانتا، وفي مثل هذه الدورات الآسيوية يجب احترام الديانات والتقاليد». وعن ضرورة توفر عامل السلامة بالنسبة إلى اللاعبات قالت: «ما هي عوامل السلامة؟ الجودو والكاراتيه وكرة اليد ألعاب أعنف من كرة السلة، ويحصل فيها ضرب ولمس واحتكاك، أما في كرة السلة فأي لمس يحتسب خطأ، فعن أي عوامل سلامة يتكلمون؟». وتابعت في هذا الصدد: «إذا رأيتم الصور، فإن حجابنا ضيق ويغطي الرقبة فقط، ولا يزعجني في اللعب لأنني اعتدت عليه». والاتحاد الدولي لكرة السلة من الاتحادات الرياضية القليلة التي لا تسمح بارتداء الحجاب حتى الآن، بعد أن أقرت سائر الاتحادات الرياضية الأخرى ذلك تباعاً كالجودو في أولمبياد لندن 2012 وكرة القدم قبل أشهر. أما زميلتها رفعة مرجان محمد (23 عاماً)، والتي تلعب منذ 11 عاماً أيضاً في مركز الجناح، فقالت بدورها: «لقد شاركنا في العديد من البطولات العربية، ولم يتأذ أحد من الحجاب، بل إن هناك ألعاب أكثر خشونة من كرة السلة، وفيها احتكاك بين اللاعبات أكثر». وأضافت: «هذه إهانة لنا، فلم يحترموا الديانات، لأن الرياضة تعتبر أخلاق قبل أي شيء آخر». وحذت اللاعبة أمل محمد عوض (28 عاماً) والتي تمارس اللعبة منذ عام 2002 حذو زميلتها قائلة: «نعم كنت متحمسة لتمثيل بلدي في الدورة، وكنت فخورة بأن أشارك للمرة الأولى في دورة آسيوية، ولكن بصراحة صدمنا وفوجئنا بقرار منعنا من المشاركة في حال ارتدينا الحجاب». وتابعت: «من وجهة نظري، الحجاب ليس عائقاً لأية لاعبة مهما كانت اللعبة، فكرة القدم واليد لعبتان خشنتان أكثر من كرة السلة وعلى رغم ذلك سمحتا بارتداء الحجاب». ومضت قائلة: «سبق أن لعبنا في بطولات داخلية وخارجية، فمنتخبنا هو بطل الخليج 4 مرات، كما شاركنا ونحن نرتدي الحجاب في بطولة إسلامية بإندونيسيا، وبدورة أخرى في الفيليبين». وعمّا تنتظره في المستقبل أوضحت «أطالب من لهم دور بأن يعملوا للسماح لنا باللعب بالحجاب، فهناك دول عربية كثيرة تريد المشاركة، ولكن تعزف عن ذلك بسبب قوانين الاتحاد الدولي»، مضيفة: «نحن نحترم كل الديانات، والحجاب لن يؤثر في اللعبة». وقال مصدر في اللجنة الأولمبية القطرية لوكالة «فرانس برس» اليوم أيضا: «سجلنا موقفنا أمس ومنتخبنا لن يذهب إلى الملعب اليوم للقاء منتخب نيبال». وعقد مسؤولو البعثة القطرية اجتماعاً اليوم واتخذوا قراراً بعدم ذهاب المنتخب إلى الملعب «لأن الاتحاد الدولي لن يسمح للاعباته المحجبات بالمشاركة أيضاً». وتابع المصدر «على رغم أن المجلس الأولمبي الآسيوي كان يتوقع أن يسمح الاتحاد الدولي بهذه المشاركة، خصوصاً بعد أن أقر الأخير قبل أيام قليلة فترة تجربة للحجاب في مباريات الأندية وال3×3، لكنه بقي على موقفه ومنع المشاركة على صعيد المنتخبات». وكشف أن «ما حصل أمس حرك الأمور حيث تلقت اللجنة الأولمبية القطرية اتصالات عدة من الاتحاد الدولي لكرة السلة والمجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية الدولية لمتابعة الموضوع»، مؤكداً أن «في نفس توقيت مباراة قطر ومنغوليا أمس كانت هناك منافسات في الهوكي بوجود منتخبات يرتدي عدد من لاعباتها الحجاب».