ادعى رؤساء بلدات يهودية في الجليل شمال إسرائيل، القريبة من الحدود اللبنانية، أن مزارعين يهود في بلداتهم باعوا في الأشهر الأخيرة مئات الدونمات من الأراضي (الدونم يساوي ألف متر مربع) لعرب من الداخل بتمويل من دول عربية. ويقيم المزارعون اليهود في مستوطنات أقيمت بعد إقامة إسرائيل على أراضي قرى عربية مهدمة ومهجرة في الشمال صادرتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في إطار سياستها لتجريد فلسطينيي 1948 من أراضيهم إذ لم يتبق في حوزتهم أكثر من 2.5 في المائة من مجمل الأراضي علماً أنهم كانوا يملكون أكثر من 60 في المائة منها قبل قيام إسرائيل. ونقلت الإذاعة العامة، في ما وصفته "كشفاً مثيراً"، عن رؤساء مستوطنات يهودية في الشمال قولهم إن "الضائقة المالية التي يعيشها المزارعون اليهود وعدم وقوف المؤسسات الإسرائيلية الرسمية إلى جانبهم اضطراهم إلى بيع أراضيهم لعناصر غريبة معادية لإسرائيل مقابل مبالغ مالية مغرية". وبحسب "التحقيق الصحافي" فإن "أراض خاصة لمزارعين يهود تباع في الأشهر الأخيرة لعرب ولجهات خارجية معادية، من دول عربية مختلفة". وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية و"مديرية أراضي إسرائيل" تتنصلان من المسؤولية عن "فقدان أراض ورثها اليهود أباً عن جد". وقال أحد المزارعين ويدعى يوئيل زيلبرمان للإذاعة إن لديه معلومات أكيدة بأن "صفقات بيع وشراء اراض تمت أخيراً مقابل مبالغ خيالية جاءت من خارج إسرائيل، . نعرف هوية المالكين الجدد ونعرف الجهة التي تقف وراء الصفقات.. نحن بصدد جهات معادية لإسرائيل نجحت في استغلال يأس مزارعين من الأوضاع الاقتصادية الصعبة..ما يحصل هو سرطان في جسم الدولة.. هذا أسوأ من ايران ومن غزة ومن لبنان.. هذه القضية التي يجب أن تشغل بال سدنة الدولة". من جهته قال رئيس مستوطنة "روش بينا" افيهود راسكي إن "جهات غريبة من خارج إسرائيل تقوم بشراء أراضي مزارعين.. طرحت خطورة الموضوع على كبار المسؤولين عن الأراضي في إسرائيل وحذرتهم من انتقال أراض إسرائيلية لجهات غريبة لكنهم لم يحركوا ساكناً وهكذا يتواصل البيع وظاهرة البيع تزحف باستمرار.. في نهاية الأمر سنبقى في الجليل لكنني لست متأكدا من أن الأراضي التي سنقيم عليها ستكون بملكية سكان الجليل". وأضاف أنه سارع لعقد اجتماع للمزارعين في مستوطنته وحضهم على عدم البيع "من أجل الحفاظ على الدولة الصهيونية". كما عقد "منتدى جمعيات الحفاظ على أراضي إسرائيل" اجتماعاً طارئاً بحث فيه إمكان أن يشتري هو الأراضي من المزارعين اليهود "لكن المبالغ التي طلبوها كانت باهظة وفوق قدراتنا.. طلبوا منا ملايين الدولارات"، كما قال رئيس المنتدى حايم ديان. من جهته قال أحد سكان مستوطنة المطلة: "إنها نهاية طريق الصهيونية.. أجداد أجدادنا اشتروا هذه الأراضي قبل 150 عاماً للاستيطان هنا.. مديرية أراضي إسرائيل عاجزة عن شراء الأراضي من المزارعين في ضائقة بسبب المبالغ الكبيرة.. هكذا تنتقل أراضينا إلى أبناء عمومتنا، إلى جهات معادية". ورد أحد المزارعين على التحقيق الصحافي بالقول إنه لا يحق لأحد التدخل في مصير أراضي خاصة.