طالب متخصصون ومواطنون بالاستفادة من الرياح التي تهب على مدينة القنفذة طوال العام، من طريق إنشاء طواحين هوائية لتوليد الكهرباء، أسوة ببعض بلدان العالم التي تستفيد من المناطق التي تهب فيها الرياح لجلب الطاقة. وأكد الباحث الجغرافي إبراهيم بن علي الفقيه أن محافظة القنفذة تقع ضمن المنطقة المدارية، وتهب عليها نوعان من الرياح في فصل الشتاء، الرياح الشمالية الغربية القادمة من البحر الأبيض المتوسط ويكون فيها موسم الأمطار، وفي فصل الصيف تهب عليها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي. وقال الفقيه: «تهب الرياح طوال العام على المدينة، فالرياح الجنوبية تستمر أربعة أشهر، أما الشمالية فتتواصل على مدى ستة أشهر، وتشكل تيارات هوائية باردة، وهي مصدر للطاقة، إضافة إلى أن الرياح في الصيف تكون مثيرة للأتربة والغبار، ما يجدد التربة في المناطق الساحلية والجبلية أيضاً». أما الفيزيائي أحمد الهيثمي فقال: «في الدول الغربية، وخصوصاً دول أوروبا توجد طواحين للهواء، تعمل على استغلال الطاقة الحركية والاستفادة منها بتحويلها إلى طاقة ميكانيكية أو كهربائية، ولكن يجب اختبار مقدار سرعة الرياح، التي يجب أن تكون كافية لإدارة عجلات الطواحين، فالرياح لابد أن تكون في اتجاه واحد فقط إما للشمال أو الجنوب، فإذا توافرت تلك اللوازم، فإن الفكرة ناجحة وقابلة للتطبيق، إلا أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى كلفة هائلة، وتحتاج إلى عائد منها أيضاً، والفكرة إذا وجدت كل تلك العوامل تكون مجدية». ويشير الهيثمي إلى أن السعودية تعتبر من أغنى الدول في الطاقة الشمسية، ويرى أن مشروع الطاقة الشمسية له جدوى أفضل من الطواحين، نظراً لقلة كلفتها ومخزونها الذي يعتبر أعلى من المخزون الحراري للرياح. بدوره، لفت مصدر في الأرصاد وحماية البيئة إلى أن هذه العملية توصف عملياً ب«طاقة الرياح»، إذ تستخدم الرياح لتوليد الطاقة. وقال ل«الحياة»: «هذا الأسلوب من الأساليب الجيدة لأنها صديقة للبيئة، وليست لها آثار جانبية، وإذا أعدت هذه الطريقة فلابد من دراسة مناخية للمنطقة، لمعرفة سرعة الرياح واتجاهها، ومعرفة درجات الحرارة في تلك المنطقة خلال فصول السنة، لكي نقرر من خلالها كم أعلى سرعة للرياح خلال فصول السنة، وبعد ذلك يتم تحديد مكان مناسب لإنشاء محطة لاستخدام طاقة الرياح في هذه المنطقة».