أطلقت جمعية «أمنية طفل» التي تأسست رسمياً في حزيران (يونيو) 2013، مشاريع عدة تعنى بمساعدة الأطفال من الأسر المحتاجة لتوفير لوازم ضرورية لهم، لمدارسهم، لصحتهم، ولكسائهم في كل موسم، «موسم المدرسة، العيدان، الشتاء...»، كما توضح رئيستها منال العوضي. ويشكّل «أطفال السرطان» أحد الفئات التي تهتم الجمعية برعايتها والاهتمام بها وتسليط الضوء عليها، بغرض تقديم الدعم النفسي أولاً وجمع التبرعات ثانياً. فتنظّم الجمعية فعاليات يخصص ريعها لعلاج المرضى منهم. وتتيح للأطفال الذين تفضّل العوضي أن يطلق أن عليهم مسمى «محاربي السرطان»، الفرصة «للتحدّث عن أنفسهم وسرد قصص النجاح والانتصار على المرض، إضافة إلى تبادل المعلومات التي تساهم في مواجهته والقضاء عليه، ولنشر الأمل بينهم». كما ساهمت الجمعية بالتعاون مع متبرعين في طباعة كتاب عن محاربة هذا الداء وروّجت له، أعدته الطفلة جويرية الشوملي، التي كتبت يومياتها وهي على سرير المرض، ونشرت القيم والعبر التي اكتسبتها خلال مراحل العلاج المختلفة، مساندة منها للمحاربين الصغار، «ما أعطى الأمل لكثيرين، خصوصاً أنها انتصرت على المرض فحملت راية الأمل وحب العطاء»، كما تشير العوضي. ويعاني أطفال السرطان من عدم قدرتهم على مواصلة الدراسة بانتظام لارتباطهم بمواعيد الفحوصات والعلاج إضافة إلى انتكاساتهم الصحية. لذا، سلّطت الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الضوء على هذه القضية، كما سلّمت الوزارة كشوفات الطلبة المرضى وحاجات كل منهم، لتسهيل تحصيلهم الدراسي. وقالت رئيس جمعية «أمنية طفل»، أن «مساعدة أطفال السرطان ليعودوا إلى مقاعد الدراسة يقع من ضمن عمل الجمعية، فقد درست كل حالة على حدة، تبعاً لطبيعة مرض كل طفل ووضعه الصحي، لمواصلة تعليمهم على رغم الظروف الصحية غير المستقرة التي يعانون منها، وتسهيل انخراطهم مع أقرانهم بالمدارس ودفعهم إلى المنافسة والتفوق». كما أشارت العوضي إلى أن الوزارة تقدّم منح دراسية لمحاربي المرض من الأطفال ليتمكنوا من مواصلة تعليمهم الجامعي، فيعاملون من ضمن حالات ذوي الحاجات الخاصة، وقالت: «ليتحول حلمهم إلى واقع في شكل منظم، من خلال تسهيل إجراءات الطلبة المرضى لمواصلة التعليم الأساسي والجامعي». وإلى جانب الأطفال مرضى السرطان، تهتم الجمعية بالأطفال مرضى الثعلبة «الذين يحتاجون إلى رعاية واهتمام وبث الثقة بالنفس، فضلاً عن العلاج والأدوية غير المتوافرة في البحرين، وأن توافرت فبأسعار عالية. وأكدت العوضي سعي الجمعية أيضاً لتعليم الأطفال حرفة يدوية كي يشعروا بالإنجاز والعطاء. كما أسست جماعات دعم لأهالي المرضى، يجتمعون للحديث عن المشكلات التي تواجههم، والتحديات، وكيف يجتازونها، ويقدمون الدعم النفسي بعضهم لبعض، ما يخلق علاقات قوية وصداقات متينة. وتقول العوضي: «المرض ابتلاء من رب العالمين، لنتعلّم منه دروساً عظيمة. لنتعلم منه القرب إليه، وتقدير نعمة الصحة، والنظر إلى الحياة بنظرة إيجابية مختلفة. كما يعلمنا القوة، إذ نتعلم من هؤلاء الأطفال كل يوم كيف نواجه التحديات». وتمنت لو أن المؤسسات والشركات تقدّم دعماً مستمراً للجمعيات الخيرية كي تستطيع تنفيذ مشاريعها وتقديم المعونات للعلاج أو التعليم أو للحاجات اليومية الملحّة.