نيروبي - رويترز - حذّر وزير الأمن الصومالي الجديد محمد عبدالله الأجانب أمس، من زيارة بلاده من دون الحصول على موافقة الحكومة، بعدما قتل مسلحون ملثمون سبعة دعاة باكستانيين في مسجد. وقُتل رجال الدين في غالكايو، وهي بلدة واقعة على الطرف الجنوبي من بلاد بنط المتمتعة بحكم شبه ذاتي الأربعاء الماضي. وتبادل المسؤولون في بلاد بنط ومنطقة غالمودوغ المجاورة الاتهامات بإصدار أوامر القتل. وقال بعض السكان إن رجال الدين ربما اشتبه في صلتهم بتنظيم «القاعدة»، في حين رفض آخرون ذلك وقالوا إنهم كانوا من «جماعة التبليغ»، وهي جماعة دينية لا علاقة لها بالسياسة. وقال عبد الله الذي عين وزيراً للأمن الشهر الماضي بعد اغتيال سلفه في تفجير انتحاري في حزيران (يونيو) الماضي، إنه لم يتم التأكد من هويتهم بعد. وأضاف: «يستخدم المقاتلون الأجانب هذا كستار، ويتنكرون على هيئة دعاة في الصومال. لم يتم التأكد من أنهم دعاة حقيقيون، لكننا نندد بقتل الناس في مسجد». وتابع: «أحذر الدعاة الإسلاميين وكل الأجانب أن لا يأتوا إلى الصومال بمثل هذه الترتيبات. يتعين عليهم أن يمروا عبر سلطات الهجرة في البلاد التي يمكن أن تقدم لهم النصح في شأن الوقت الذي يمكن أن يأتوا فيه والمكان الذي يتعين أن يقيموا فيه». وتقول أجهزة أمنية غربية إن الصومال أصبح ملاذاً آمناً لمتشددين إسلاميين يتآمرون لشن هجمات في المنطقة وخارجها. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من 18 ألف مدني منذ مطلع عام 2007، وأدت إلى تشريد مليون شخص آخرين. وتمزق حرب أهلية الصومال منذ عام 1991 ولا تسيطر حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد إلا على جيوب صغيرة في العاصمة مقديشو التي تتناثر في أرجائها الأنقاض. وتقاتل الحكومة متمردين إسلاميين متشددين في مناطق جنوب ووسط البلاد، منهم «حركة الشباب»، التي تتهمها الولاياتالمتحدة أنها وكيلة «القاعدة» في الصومال. وأشار شهود أمس، إلى أن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا وأصيب 20 آخرون في يومين من القتال بين «الشباب» ورجال ميليشيات منافسة في منطقة غالغادود وسط البلاد. وأكد عبدالله أن الحكومة تجري محادثات غير مباشرة مع ثلاثة قادة بارزين في «الشباب» ومع أعضاء بارزين في جماعة مسلحة أخرى تدعى «حزب الإسلام... نحصل على إشارات إيجابية للغاية... في الأسابيع المقبلة سيكون هناك تطور جيد». ولم يضف مزيداً من التفاصيل في شأن المناقشات، لكنه قال إن أكثر من 50 مقاتلاً من «حزب الإسلام» ألقوا السلاح طوعاً هذا الاسبوع. وأضاف: «ليست لديهم أيديولوجية سياسية عميقة. كثر منهم تعرضوا لغسيل مخ أو أرغموا على فعل ما كانوا يفعلونه. أدركوا أيضاً أنهم فقدوا التأييد المعنوي من الصوماليين بسبب أفعالهم».