شاركت المملكة بفاعلية في المؤتمرات الدولية للمانحين لأفغانستان، والتي عقدت لحشد الدعم الدولي اللازم لإنعاش اقتصاد أفغانستان وإعادة إعمارها، ومساعدتها على تطوير الهيكل السياسي والإداري، وتنفيذ المشاريع التنموية وإصلاح البنية التحتية، وكان آخرها مؤتمر المانحين لأفغانستان الذي عقد في طوكيو في شهر يوليو 2012، والذي تبنى العديد من التوصيات المهمة، وعلى رأسها وثيقة إطار المسؤولية المتبادلة بين أفغانستان والمجتمع الدولي، وتعهد المجتمع الدولي بمساعدة أفغانستان، وأن تلتزم الحكومة الأفغانية من جانبها بمواصلة تنفيذ الإصلاحات الداخلية من خلال تعزيز الحكم الرشيد والمشاركة والشفافية، ودور القانون، ومحاربة الفساد، وتحفيز الاقتصاد وتحسين بيئة الاستثمار. إن حكومة المملكة تدعم جهود الهيئة العليا للسلام في أفغانستان، وأملها أن تتمكن الهيئة من تحقيق التقدم المأمول، وتهيئة الظروف المناسبة لتوحيد القوى الوطنية، وإنجاز المصالحة الوطنية الأفغانية الشاملة بين الفصائل والتيارات الأفغانية كافة. وفي سبيل تضافر الجهود لدعم إحلال السلام في أفغانستان، وتحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية، فقد زار الرئيس الجديد للهيئة السفير صلاح الدين رباني المملكة على رأس وفد من الهيئة في شهر تموز (يوليو) 2012، إذ قدم عرضاً مهماً للمسؤولين بخصوص تصورات الحكومة الأفغانية لجهود المصالحة الوطنية في أفغانستان، والخطوات المستقبلية الواجب اتباعها في ظل المرحلة الانتقالية، واكتمال تولي القوات الأفغانية الوطنية مهمات الأمن في البلاد. إن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لتطوير علاقات التعاون مع أفغانستان على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاستثمارية، وعلى المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وقد تجاوز ما قدمته والتزمت به لأفغانستان الإسلامية 475 مليون دولار، إضافة للمساعدات العينية والفنية والأكاديمية، وستستمر المملكة في تقديم المساعدة والدعم لتعزيز الاستقرار والتنمية في أفغانستان. والمملكة تشكر الإمارات على استضافتها لهذا الملتقى التشاوري المهم، ولكل من شارك في تنظيمه وعلى رأسهم أفغانستان ومملكة النروج وجامعة نيويورك، متمنياً له النجاح في تحقيق أهدافه المتمثلة في تبادل فاعل ومباشر لوجهات النظر، وبحث أفضل السبل لتعزيز التعاون الإقليمي، وتقديم الدعم اللازم لأفغانستان في ظل المرحلة الانتقالية المهمة التي تمر بها، والتي تحتم على الجميع، تعزيز التعاون على المستويات كافة، متمنية للشعب الأفغاني تحقيق ما يصبو إليه من تطلعات نحو الأمن والاستقرار والسلام والازدهار.